الجاني حاول ارتكاب الجريمة انتقاما لصديقه المتواجد في السجن تعرّض شرطي إلى محاولة قتل في حي «السوريكال» بباب الزوار شرق العاصمة، مكان إقامته، من قبل مدمن مخدرات، الذي قصد منزل الضحية وهو في حالة هيستيرية ويحمل في يديه ساطورا وسيفا، وحاول الاعتداء عليه انتقاما لصديقه الذي زجّ به الشرطي في السجن لضلوعه في قضية قتل. القضية جرت وقائعها ليلة عيد الأضحى المبارك، حين كان الضحية الشرطي برفقة عائلته، وفي حدود الساعة الخامسة مساءً، سمعت العائلة صراخا عاليا خارج المنزل من قبل شاب مدجج بالأسلحة البيضاء، وينادي بأعلى صوته «علاش دخلت صاحبي للحبس.. إذا كنت راجل أخرج لياّ». ولم يكتفِ المتهم بهذه الأفعال، بل راح يرشق المنزل بالحجارة، فتسبب في كسر زجاج النوافذ، مسمعا إياهم عبارات نابية مخلّة بالحياء. وعلى إثر الوقائع، هرولت والدة الشرطي من الباب الخلفي نحو مركز الشرطة لإيداع شكواها، فتمّ توقيف المتهم على الفور متلبسا بالجريمة، مع حجز الأسلحة البيضاء، وتمّ اقتياده إلى مركز الشرطة للتحقيق معه. في حين، نقلت الوالدة الشاكية إلى الاستعجالات الطبية بسبب ارتفاع السكري من حالة الهلع. وخلال المثول المعني بالأمر المدعو «ب.خير الدين» أمام محكمة الدار البيضاء، صبيحة أمس الثلاثاء، واجهته المحكمة بتهم متفاوتة الخطورة، من بينها التهديد بالقتل، السب والشتم، إهانة موظف خلال تأدية مهامه والتحطيم العمدي لملك الغير. إلا أن الموقوف اعترف جزئيا بما نسب إليه، وصرح أنه حمل الأسلحة البيضاء للتعبير عن غضبه، مؤكدا في ذات السياق، أنه لم يكن في كامل قواه العقلية، كما تمسك بإنكار باقي التهم، من بينها رشقه المنزل وسبّ أفراد العائلة بألفاظ قبيحة. من جهتهما، تأسس الشرطي ووالدته طرفا مدنيا في القضية، وتنازلا عن طلب تعويض مالي أمام المحكمة. أما وكيل الجمهورية وبعد تأنيب مطوّل للمتهم، بعدما اعتبر أن ما أقدم عليه أمر خطير، باعتبار أن الشرطي قام بواجبه لا أكثر، التمس عاما حبسا نافذا وغرامة قدرها 200 ألف دج في حقه، أما المحكمة فارتأت النطق بالحكم الأسبوع القادم.