وزارة الداخلية تأمر مصالح الأمن في الحواجز الأمنية بتطبيق التعليمة بحزم وصرامة الإجراء الجديد جاء بعد تسجيل ارتكاب جرائم ومخالفات باستغلال سيارات مزوّدة بمنبهات ضوئية أعطت وزارة الداخلية والجماعات المحلية الضوء الأخضر لأعوان الشرطة على مستوى الحواجز الأمنية ونقاط التفتيش وكذا الدوريات المتنقلة، من أجل التأكد من هويات سائقي السيارات المزودة بمنبهات ضوئية أو ما يعرف باسم «الجيروفار»، وتفتيشهم في حال ملاحظة أو تسجيل شبهات. وجاء في تعليمات مصالح وزارة الداخلية أن هذه الأخيرة شددت على العاملين في مختلف فرق الشرطة بوجوب مقارنة بيانات الهوية الخاصة بأصحاب السيارات المزودة بالمنبهات الضوئية مع الرخص التي تسمح لهم بحمل تلك المعدات واستعمالها في تنقلاتهم. وقال مصدر مطلع من وزارة الداخلية في تصريح ل«النهار» إن مصالح الوزارة أعطت الضوء الأخضر للأجهزة الأمنية، بهدف التأكد من هويات سائقي السيارات المزودة بالمنبهات الضوئية عبر مختلف نقاط المراقبة والتفتيش، وذلك بعد تسجيل عدة حالات ثبث فيها استغلال «الجيروفار» من قبل أشخاص لا علاقة لهم بصاحب الترخيص الحقيقي لحيازته واستعماله. وأكد ذات المصدر بأن وزارة الداخلية تسعى من خلال هذا الإجراء إلى شن حملة الهدف منها إعادة تنظيم عملية منح المنبهات الضوئية وردع كل المخالفين، حيث أصبح شائعا أن الكثير من المركبات المتنقلة عبر الطرقات التي تستعمل منبهات ضوئية موضوعة على سيارات يملكها أشخاص لا يحوزون على رخص لاستغلال المنبهات على الطرقات. وأوضح المصدر أن العديد من الحالات المسجلة، والتي كانت محل تناول في تقارير رسمية، كشفت أن أبناء وأقارب مسؤولين ومنتخبين كبار باتوا يستعملون المنبهات الضوئية على سياراتهم، رغم أنهم لا يحوزون على تراخيص بذلك. ليضف المصدر بالقول إن حالات أخرى ثبت من خلالها استعمال منبهات ضوئية في غير محلها ولأغراض غير تلك التي تم إصدارها لأجلها، كالاستغلال في مواكب الأعراس أو في محاولات تهريب وعمليات إجرام، مثلما هو الشأن بالنسبة لنجل مدير مركزي بوزارة سيادية، بعد جرى ضبطه متلبسا بتهريب كميات المخدرات على متن سيارة مزودة بمنبه ضوئي خاص بوالده. ونصت تعليمات وزارة الداخلية التي حملت طابع الحزم والاستعجال في التطبيق، على وجوب مصادرة كل منبه ضوئي يثبت استعماله بطريقة غير قانونية، إلى جانب تفتيش كل سيارة مزودة بمثل تلك التجهيزات، في حال ما إذا اشتبه أعوان الشرطة في راكبها، وذلك بالاعتماد على طبيعة الهندام والسن وشكل الراكبين المرافقين على متن السيارة. وحسب تقارير تم رفعها للجهات المعنية، فقد أصبح «الجيروفار» يُستغل من قبل أشخاص لأهداف التسلية والبهرجة وحتى في أغراض إجرامية، من طرف أبناء وأقارب وحتى أصدقاء مسؤولين ومنتخبين، بدل الاستعانة به من قبل إطارات الدولة لتسهيل تأدية مهامهم. ويمنح «الجيروفار» المركبات المزودة به أحقية السير على الشريط الأصفر المخصص للحالات المستعجلة، فضلا عن أولوية السيارة المزودة به في المرور وإفساح الطريق لها من قبل سائر السواق والأجهزة الأمنية على مستوى الحواجز الأمنية، وغيرها من نقاط المراقبة والتفتيش.