كشف أمس حسين عبدى أبيانه سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالجزائر، أن مصير ما يزيد عن مليون شخص بطهران يعانون من أمراض سرطانية، متوقف على الإشعاعات النووية التي ينتجها مركز البحث العلمي للطاقة النووية، من خلال التخصيب السلمي لمادة اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة، مؤكدا أن بلاده لن ترهن حياة هؤلاء المواطنين تحت طائلة تهديدات أمريكيا وإسرائيل، وستشرع ابتداء من اليوم في إنتاج ما تحتاجه في انتظار التوصل إلى اتفاق يناسبها. وأوضح حسين عبدى، خلال ندوة صحفية عقدها بمقر إقامته بحيدرة بمناسبة الإحتفال بالذكرى 31 للثورة الإسلامية المصادفة ل 11 فيفري، أن إيران لم تعد تثق في وعود الدول الغربية، بحكم الماضي الأسود الذي مرت به علاقاتها مع عدد منها على غرار فرنسا وأمريكا، وهو ما يدفعها في الوقت الراهن للتقدم بحذر في تعاملاتها المقبلة، مضيفا أن الرئيس الإيراني احمدي نجاد، وأمام انسداد المفاوضات حول مسألة تبادل اليورانيوم المشع، قرر أول أمس شروع مركز البحث العلمي للطاقة النووية بطهران، في تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة ابتداء من نهار اليوم، وهي العملية التي ستتم بطريقة شفافة، دون أن تمانع بلاده إجرائها تحت مراقبة كاميرات الوكالة الدولية للطاقة النووية. وبخصوص التهديدات التي أطلقتها الولاياتالمتحدةالأمريكية، والتي توعدت فيها إيران بشن حرب في حالة قيامها بتخصيب مادة اليورانيوم المشع بنسبة 20 بالمائة، أكد المتحدث أن الكلمة الأخيرة ستعود للجمهورية الإسلامية، وهي من سيحدد الشكل الذي ستأخذه نهاية الحرب، مبديا ثقة كبيرة في قوات بلده العسكرية والدفاعية الجد متطورة، والتي قال عنها أنه في استطاعتها التصدي لأي اعتداء تشنه أمريكا أو إسرائيل على حد سواء، قبل أن يوضح أن قوة بلده الحقيقية تكمن في وحدة الشعب الإيراني، الذي يرفض الخضوع للضغوط الخارجية على مر 31 سنة الماضية. وفي سياق مواز؛ أشار سفير إيران بالجزائر إلى أن العالم على موعد غدا مع الدرس الثاني الذي سيوجه الشعب الإيراني لأمريكا وحلفائها حول مسألة الوحدة والتماسك، ففي الوقت الذي يتحدث فيه البعض عن نشوب مظاهرات من قبل المعارضة، سيقدم الشعب الإيراني مرة ثانية صورة حقيقية عن تماسكه، بعدما أثبت وحدته للعالم يوم 30 ديسمبر الماضي، حين خرج الشعب الإيراني في أضخم مظاهرات بعد عاشوراء للرد على أعداد إيران، منددين بالأحداث الدموية التي شنتها مجموعة إرهابية يوم عاشوراء، والتي حركتها أطراف خفية أمريكية وإسرائيلية.