واجه الانقلاب العسكري بالنيجر والإطاحة بالقوة بالرئيس ماما دو تانجا إدانة دولية واسعة حذرت من الاستيلاء بالقوة على الحكم فيما تعالت أصوات المجتمع الدولي مطالبة بضرورة عودة النظام الدستوري للبلاد على وجه السرعة . فقد أدانت الجزائر وبشدة الانقلاب العسكري بالنيجر ودعت إلى العودة السريعة للنظام الدستوري و إلى حل للأزمة ترجح وسائل العمل السياسية و السلمية التي تندرج في إطار هدف الديمقراطية الذي التزمت به إفريقيا برمتها". وقال الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية في تصريح أمس أن " الجزائر في إطار تمسكها بمبدأ السيادة وحسن الجوار الذي تقوم عليه العلاقة بين البلدين و كذا علاقات التضامن العريقة القائمة بين الشعبين تشجع جميع الأطراف النيجيرية إلى مواصلة الحوار الوطني البناء قصد تجاوز هذه الأزمة". الاتحاد الأفريقي وفي بيان لمفوضيته استنكر بشدة الانقلاب وجدد أمام هذا الوضع رفضه القاطع " لتغيير الحكومات بالسبل غيرا لدستورية بمقتضى قوانينه التي أقرها في هذا الصدد وطالب الاتحاد الإفريقي بضرورة عودة النظام الدستوري للبلاد على وجه السرعة مؤكدا في نفس الوقت استعداده التام للتعاون مع التجمع الاقتصادي لدول غرب أفريقيا "إيكواس" لتسهيل هذه المهمة. تجدر الإشارة هنا الى انه من المقرر ان يصل وفدا عن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا إلى نيامي خلال الساعات المقبلة. وتم تعيين الرئيس عبدولاي وادي منذ ثلاثة ايام كوسيط من أجل النيجر من قبل رؤساء دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا للتكفل بهذا الملف إلى جانب الوسيط السابق الرئيس النيجيري الأسبق الجنرال عبد السلامي أبوبكر و ممثل عن الإتحاد الإفريقي . وتعقد الوضع السائد في النيجر منذ أوت الفارط إثر المصادقة عن طريق الاستفتاء على تمديد عهدة الرئيس تانجا بثلاثة سنوات وتلت هذا الاستفتاء في أكتوبر 2009 انتخابات تشريعية فازت بها الحركة الوطنية من أجل المجتمع و التنمية. و منذ ذلك باشر رئيس الدولة النايجيري عبدوسلامي أبو بكر وساطة باسم دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في سعي لإيجاد اتفاق بين أطراف النزاع. وفي خطوة تعكس استنكاره الشديد للانقلاب العسكري ضد الرئيس مامادو تانجا علق الاتحاد الإفريقي امس عضوية النيجر وقال على لسان السفير الاوغندى لديه مول سيبوجا كاتيندى الذي يترأس مجلس السلم والامن " لقد نددنا بالانقلاب وفرضنا عقوبة على النيجر وعلقت عضويته من كل انشطة الاتحاد الافريقى". واستولى الجيش الخميس على السلطة فى النيجر مطيحا بالرئيس مامادو تانجا ومعلنا "حل" الحكومة وجدد الامين العام للامم المتحدة بان كى مون من جانبه أمس التاكيد على انه يعارض أي تغيير حكومة بشكل غير دستوري واي محاولة البقاء فى السلطة بطرق غير دستورية" ودعا الى الهدوء واحترام دولة القانون في النيجر . ومن جدة اعرب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي امس الجمعة عن استنكاره تدخل الجيش في الأزمة السياسية في جمهورية النيجر ووجه نداء إلى الشعب النيجري لضبط النفس والحفاظ على الهدوء من أجل تجنب أي عمل من شأنه أن يشكل خطرا على الأمن والسلام والاستقرار ويهدد وحدة البلاد. من جانبه دعا الاتحاد الأوروبي وهو يدين الانقلاب "جميع الأطراف المعنية إلى الالتزام فورا ب"عملية ديمقراطية تعيد العمل بالنظام الدستوري في البلاد" وقال المتحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاترين آشتون في بيان أمس أن "الاتحاد الأوروبي يدعم مساعي الوساطة التي يبذلها الاتحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا". كما دعت الولاياتالمتحدة امس الجمعة إلى عودة سريعة للديمقراطية في النيجر بعد الإنقلاب في هذه الاثناء ذكرت تقارير إخبارية أن دبابات وآليات رباعية الدفع مزودة برشاشات ثقيلة نشرت صباح امس في مقر القصر الرئاسي في نيامي غداة الانقلاب و ذكرت التقارير ان الحي الرئاسي الذى يحمل اسم /بلاتو/ ويضم وزارات ومبان رسمية وهيئة أركان الجيش مقفرا منذ أمس باستئناء عدد قليل من الموظفين.