نقلت مبعوثة عن الحكومة الإيطالية أوفدت إلى بوركينافاسو للتفاوض ، بشأن الرعيتين الإيطاليين المحتجزين شمال مالي من قبل التنظيم الإرهابي لما يعرف بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، في 18 ديسمبر المنصرم، أن الحديث الذي جمعها بالرئيس البوركينابي بليز كومباري حول وضع الرهينتين الإيطاليين مشجّع، مشيرة إلى أن الحكومة البوركينابية تفاوضت مع التنظيم الإرهابي بشأن إطلاق سراحهم. ونقلت المبعوثة: ''يجب أن أقول أنني تشجّعت كثيرا بما قاله لي الرئيس البوركينابي كومباري، لقد نصحنا ببعض الخطوات التي يجب على السلطات الإيطالية القيام بها، من أجل الإفراج عن الرعايا الإيطاليين المحتجزين؛ سيرجيو سيكالا وزوجته فيلومينا كابوري الإيطالية البوركينابية الأصل.'' وفي ردها عن سؤال تعلق بوجود أمل بالإفراج عن الرعايا الإيطاليين بعد المحادثات التي جرت مع الرئيس البوركينابي،قالت بونيفير أن هناك أملا في ذلك، بعد المحادثات التي جمعتها بالرئيس البوركينابي، مشيدة بالدور الفعّال الذي يلعبه الرئيس البوركينابي والحكومة على حد السواء في المضي قدما بالملف، لتضيف:''سأعد تقريرا للحكومة الإيطالية، لنقول وبكل بساطة شكرا للرئيس البوركينابي على ما يفعله في هذه القضية الصعبة''. وقد استقبل الرئيس البوركينابي النائبة الإيطالية مارغريتا بونيفر، ساعات بعد الإفراج عن الرهينة الإسبانية اليسيا غاميز، الأربعاء المنصرم، بعد ثلاثة أشهر من الإحتجاز. وكانت وكالة ''انسا'' الإيطالية للأنباء، قد نقلت الأربعاء نبأ إطلاق سراح الرهينة الإيطالية، نقلا عن مصادر وصفتها بالدبلوماسية، ليتأكد فيما بعد أن الأمر يتعلق بالرهينة الإسبانية فحسب، وفي هذا الشأن؛ قالت مبعوثة وزير الخارجية الإيطالي لحالات الطوارئ والمساعدات الإنسانية مارغريتا بونيفير، في حديث لها من بوركينافاسو: ''للأسف نعلم أن نبأ إطلاق سراح كابوري كان كاذباً ولا نعرف أصله''. وكان التنظيم الإرهابي قد ربط عملية الإفراج عن الرعيتين الإيطاليتين، بإطلاق سراح أربعة إرهابيين معتقلين في موريتانيا، وهو المطلب الذي رفضته نواكشوط بشكل مطلق، حيث تعتبر موريتانيا التفاوض مع التنظيمات الإرهابية أمرا مفروغا منه، وأن التعامل معها لا يكون إلا بالقوة، إذ قابلت إفراج باماكو عن أحد الإرهابيين المعتقلين لديها، باستدعاء سفيرها بمالي للإحتجاج، ويعتقد متتبعون أن الرفض الذي يلاقيه مطلب تنظيم دروكدال سيجبر هذا الأخير على التراجع عنه، ومطالبة مالي بإطلاق سراح إرهابيين آخرين، في ظل إذعان أمادو توماني توري الرئيس المالي، لشروط ومطالب التنظيم الذي يقاسمه ريع الفديات والعمليات الإجرامية بمنطقة الساحل، علاوة على مطلب الحصول على فديات مالية، من شأنها تعزيز تواجد التنظيم، وإغراء حلفاء جدد يمدون ''العون'' له بمنطقة الساحل، على غرار السلطات البوركينابية التي دخلت في صف الموالين للتنظيم الإرهابي، بعد أن أصبح الرئيس كومباري من بين المفاوضين لأتباعه خدمة لحكومة برلسكوني، والحكومة الإسبانية، على حساب 35 مليون جزائري يعانون من تبعات عمليات التنظيم الإرهابي. ''الجماعة السلفية'' أفرجت عن الرهينة الإسبانية لأنها اعتنقت الإسلام! أعلن التنظيم الإرهابي لما يعرف بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، أن إطلاق سراح الرهينة الإسبانية آليسيا غاميث، جاء بعد اعتناقها الدين الإسلامي، وأوضح التنظيم الإرهابي في بيان جديد نقلته المواقع القريبة من التنظيم الإرهابي، أن أليسيا غاميث أعلنت إسلامها بمحض إرادتها ورغبتها، وإنها أطلقت على نفسها اسم ''عائشة''، وإن أعضاء من التنظيم عرضوا عليها تعاليم الدين الإسلامي وشرائعه. وفي الشأن ذاته؛ قال التنظيم في بيان يحمل عنوان ''إطلاق سراح الإسبانية أليسيا غاميث''، بعد إسلامها''، أنه وإضافة إلى إسلام الرهينة، اضطر التنظيم للإفراج عنها، بسبب الظروف الصحية لها. وطالب التنظيم، في البيان، الحكومة الإسبانية بتلبية مطالب التنظيم كشرط وحيد، من أجل ضمان سلامة رهينتين اثنتين، إسبانيتين أخريين لديه، داعيا الشعب الإسباني، إلى الضغط على الحكومة الإسبانية، ودفعها لتحمل مسؤوليتها تجاه حياة الرهينتين. وكانت الحكومة الإسبانية قد أعلنت الأربعاء المنصرم، عن إطلاق سراح الإسبانية التي خطفتها جماعة تابعة لتنظيم دروكدال واحتجزتها في مالي رهينة، ونفت دفعها لأية فدية نظير إطلاق سراحها، في حين أكدت وسائل إعلامية إسبانية، منها صحيفة ألموندو، أن السلطات الإسبانية دفعت الفدية للتنظيم الإرهابي قبل إطلاق سراح أليسيا، ونقلت عن مصادر وصفتها بالمسؤولة، أن الفدية في طريقها إلى التنظيم الإرهابي. وفي هذا الصدد؛ يعزو متتبعون تحجج التنظيم الإرهابي بإسلام السيدة الإسبانية نظير الإفراج عنها، لسعي التنظيم إلى تجنب الانتقادات من قبل بعض الموالين له، والحفاظ على ما تبقى منهم، خاصة وأن التنظيم الإرهابي لم يرحم المسلمين على الأراضي الإسلامية، في وقت أفرج عن واحدة ممن يصفهم بالصليبيين الواجب محاربتهم، ويضيف متتبعون أن التنظيم الإرهابي يكون قد تلقى مقابلا ماليا نظير إطلاق سراح الرعية، على اعتبار أنه ربط الإفراج عن الرعايا بالإستجابة لمطالبه المتمثلة في دفع فدية قدرها 5 ملايين أورو، والإفراج عن أربعة إرهابيين معتقلين بموريتانيا، مشيرين إلى إعدام الرعية البريطاني، بعد رفض سلطات لندن دفع الفدية المطلوبة في حقه آنذاك، وأوضح الخبراء أن رفض موريتانيا وبشكل مطلق إطلاق سراح الإرهابيين، حتم على التنظيم مقايضة الرعية الإسبانية بالمال، من أجل إثبات ''حسن نية'' التنظيم، لكسب المزيد من المتعاطفين، ولفت متتبعون إلى وقوع التنظيم الإرهابي في خطإ يحسب ضده، بقوله أنه تم إطلاق سراح الرهينة، بالنظر إلى وضعها الصحي المتدهور، في وقت أكدت السلطات الإسبانية أنه تم تسلّمها وهي سليمة معافاة، إذ أبدت آليسيا غاميز الرهينة الإسبانية فرحتها بعودتها إلى وطنها، وقالت أن فرحتها ستكون أكبر، عندما يتم إطلاق سراح رفيقيها ألبرت وروك اللذين اختطفا، وأضافت بأن صحتها جيدة، وأن الخاطفين عاملوها بطريقة حسنة، ''بالنظر إلى الإطار الصعب أن نكون في الصحراء''.