اختار السفاحون في قضية الحال طريقة جديدة تختلف على ما سبق اعتياده في قضايا القتل المعالجة في أروقة العدالة الجزائرية للقضاء على غريمهم، وجعلوا من كلاب الحراسة المفترسة أداة للجريمة، كل هذا حتى تسهل عليهم سرقته، هذه الحادثة التي راح ضحيتها المدعو ''ر.جمال''، هذا الأخير الذي لفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى مايو، جراء الجروح التي أصيب بها بسبب الإعتداء الذي تعرض إليه من قبل كلاب حراسة، حرضّها ضده ثلاثة متهمين. قضية الحال تعود إلى ليلة 9 أكتوبر 2009، عندما كان المجني عليه في حدود منتصف الليل رفقة المدعو ''ق.م'' يتبادلان أطراف الحديث بالقرب من إحدى ورشات البناء التابعة لوكالة عدل في الرايس حميدو، مكان إقامة المدعو ''ت.م'' المتهم الرئيسي في القضية رفقة زوجته، باعتبار أن العمارة مهجورة وأشغال التهيئة متوقفة بها، حيث ثبت أن هذا الأخير خطط للإعتداء عليهما بغرض السرقة بمساعدة المتهمين ''ب.ب'' و''ع.م''، وتسلحوا من أجل ذلك بكلاب حراسة، حرّضوها ضد الضحية ومرافقه، وقد أبدى الضحية مقاومة كبيرة، رغم تعرضه للضرب بواسطة قضيب حديدي على مستوى اليد اليسرى، فيما أغمي على رفيقه ''ق.م''الذي أصيب على مستوى مؤخرة الرأس. كما جاء في ملف القضية، بأن المرحوم أصيب بعدة جروح متفاوتة الخطورة بسبب الإعتداء الذي تعرض إليه من قبل الكلاب التي نهشت جسده وشوهته، حيث فرّ الجناة تاركين الضحايا في منطقة معزولة دون أن يقدموا لهم يد المساعدة، بعد أن سلبوهما كل ما كان بحوزتهما من هواتف نقالة ومبالغ مالية، ليقوموا بعد مرور حوالي أسبوع بالتقدم أمام مصالح الأمن من أجل تقديم بلاغ بعد أن وصلتهم أنباء بخصوص حالة الضحية ''ر.جمال'' الخطيرة والذي كان لا يزال تحت العناية المركزة، أين مكث 7 أيام قبل أن يفارق الحياة، مفاده أن هذا الأخير حاول الإعتداء عليهم على مستوى الورشة، وهو الأمر الذي دفعهم بالإستعانة بالكلاب للدفاع عن أنفسهم، غير أن أقوالهم جاءت متناقضة مقارنة بما أدلى به المدعو ''ب.م'' في محاضر الإستجواب، حيث أكد أنه كان رفقة المرحوم قبل الإعتداء الوحشي الذي تعرضا له، مضيفا أنه بقي رفقة هذا الأخير دون مساعدة إلى غاية اليوم الموالي، كما تمكن من نقله إلى المستشفى بعد أن أحضر المدعو ''ب.م'' بصفته ''كلوندستان'' إلى مكان الجريمة، يذكر أن القضية فيها عدة شهود من بينهم امرأة.