طالبت نقابات التربية الوطنية اللجان الخاصة بالبيداغوجيا والتربية على مستوى وزارة التربية، بضرورة فتح النقاش حول ظاهرة لجوء التلاميذ في الأطوار التعليمية الثلاثة إلى مقاهي الأنترنيت لإنجاز بحوثهم في مختلف المواد والشعب من دون بذل أي مجهود، مؤكدة أن التلميذ أصبح يتكون على كيفيات التحايل على أستاذه وليس على كيفية البحث. بالمقابل، فإن الأولياء أصبحوا يسيرون بذهنية "هنيني نهنيك" المهم أنهم يدفعون المال لأبنائهم مقابل حصولهم على "بحوث جاهزة" يقدمها لهم "عمي غوغل". وأوضح مسعود بوديبة، المكلف بالإعلام والإتصال بالمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "الكناباست"، في اتصال هاتفي مع "النهار"، أنه بحكم احتكاكه بالتلاميذ فقد لاحظ أن أغلب التلاميذ وفي الأطوار التعليمية الثلاثة "ابتدائي، متوسط وثانوي" أصبحوا يتوجهون إلى مقاهي الأنترنيت بصفة ملفتة جدا للإنتباه بغية إعداد بحوث في مختلف المواد والشعب، من دون بذل أي جهد فكري، إلى درجة أن مسيري هذه المقاهي هم من أصبحوا يتكفلون شخصيا بإنجاز هذه البحوث بالإعتماد على محرك البحث "غوغل"، مقابل الحصول على المقابل الذي يتراوح بين 50 و500 دينار. وأكد بوديبة أن الأسباب الحقيقية التي أصبحت تدفع بتلاميذنا إلى اللجوء إلى مقاهي الأنترنيت لإعداد البحوث، هو كثافة الدروس وكثافة البرامج بالإضافة إلى شعورهم بالتعب والإرهاق، أين تجدهم يبحثون فقط على الطريقة السريعة للإستهلاك المباشر للمعلومة عوض اللجوء إلى البحث. ومن جهة ثانية، طالب محدثنا بضرورة فتح نقاش جاد ومعمق على مستوى اللجان الخاصة بالبيداغوجيا والتربية بوزارة التربية الوطنية، مشاركة المثقفين وتوسيعه للأساتذة والمعلمين، لمنح الأستاذ والمربي بصفة عامة تكوينا فعليا في مجال البحث وطرقه، حيث يقوم هذا الأخير بتلقين التلاميذ في القسم كيفيات البحث بالإضافة إلى زرع "ثقافة البحث" لديهم بشرط بذل مجهودات فكرية إلى جانب مساهمة الأولياء في مراقبة أبنائهم عوض الإكتفاء فقط بمنحهم المال دون مساعدتهم في إعداد بحوثهم. ومن جهته، أوضح عبد الكريم بوجناح الأمين العام للنقابة الوطنية لعمال التربية، أن نسبة 90 من المائة من التلاميذ أصبحوا لا يبذلون جهدا فكريا في إعداد البحوث وإنما يتوجهون مباشرة إلى مقاهي الأنترنيت المنتشرة في الحي للحصول على "معلومات جاهزة" عن مواضيع محددة مقابل دفع مبالغ مالية، مؤكدا بأن بعض مسيري مقاهي الأنترنيت المتواجدين بالقرب من المؤسسات التعليمية أصبحوا يلجأون إلى إعداد "بحوث مسبقة" عن مواضيع مختلفة وبيعها للتلاميذ حسب الطلب. وأضاف بوجناح أنه من واجب الأساتذة رفض مثل هذا النوع من البحوث الجاهزة التي لا تكسب التلميذ معارف، داعيا الأولياء أيضا إلى ضرورة تحمل مسؤولياتهم كاملة تجاه أبنائهم بخصوص تدني المستوى الدراسي لديهم، نظرا لأن أغلبهم لا يراقبون أبناءهم ولا يزورونهم في المدارس وحتى عند استدعائهم من قبل مدراء المؤسسات بصفة رسمية، فهم يرفضون حتى تلبية الدعوة، مؤكدا بأنهم أصبحوا يسيرون بذهنية "هنيني نهنيك". في الوقت الذي شدد أن الفقراء فقط من أصبحوا يعتمدون فقط على الكتب وفي أحيان أخرى يعتمدون على استنساخ بحوث جاهزة.