أشكر لك إحسانك وعونك لمن يستشيرك، وبدوري فإني أغتنم هذه الفرصة وأطمع في كرم عونك لي، للخلاص من مشكلة، أعانيها ولا أدري إن كانت جسدية أو نفسية، ولكن نتائجها تؤثر سلبا على أموري الدينية والدنيوية. هذه المشكلة هي الميل إلى النساء، والافتتان بمحاسنهن، والتفكير في معاشرتهن ميلا غير عادي. مع العلم أني تجاوزت الخمسين، وأني أعيش حياة أسرية سعيدة، ومتزوج بسيدة فاضلة جميلة الخلق والخلق، ولي معها أطفال، والأسرة في غاية السعادة. كما أني مداوم على الصلاة في المسجد، وعلى قراءة القرآن والأذكار وعلى صيام يوم إلى يومين في الأسبوع. ولكن كل ذلك لم يمنعن من التفكير في المرأة. خاصة وأنا في مدينة كبيرة، يكثر فيها العري والتبرج. وقد حاولت جاهدا أن أصرف نفسي عن التفكير في المرأة ولكني لم افلح، ولا أدري لذلك سببا معينا إلا أني أذكر، أن الأمر نفسه كان موجودا عند أقاربي، كالأب والجد وغيرهما. وأنا أشعر بأن حالتي أشد وأعنف، وقد عصمني الله من الزنا المباشر الذي لم ارتكبه، ولن أرتكبه بعون الله، ولكني لم اعد أتحكم في نفسي في غض البصر وفي التفكير فيمن لا تحل لي من النساء. أرجوك، سيدتي ساعديني على توضيح نوعية هذا السلوك، وعلى علاجه النفسي أو الجسدي والخروج من هذه المشكلة المستعصية. ف/ وهران. الرد: لقد اطلعت على ما كتبته من أسطر، تشتكي فيها من الميل إلى النساء والافتتان بمحاسنهن والتفكير في معاشرتهن ميلا غير عادي، وهنا أقول: لقد أشرت في عرضك إلى أن هذا الأمر الذي تعاني منه، موجود عند بعض الأقارب، كالأب والجد، وهذا ربما يُفسر على أنه صفة وراثية فلا داعي للخوف من كونه مرضا مستعصيا، إلا أن شعورك، بالخطيئة يؤكد أنك تخاف الله تعالى وهذه بشارة خير، ولاسيما أنك متزوج ومُحافظ على واجباتك الدينية اليومية، كما أخبرت بذلك . وهنا أقول لك أبشر بالخير فلا خوف عليك إن شاء الله تعالى لأن من راقب الله حفظه، ومن خافه سلم من عذابه . عليك بمجاهدة النفس والهوى، بغض البصر عما حرم الله ما استطعت، عليك أن تحرص إذا وقع النظر وثارت شهوتك، أن تأتي زوجتك، فتقضي حاجتك منها، فإن مع زوجتك مثل الذي مع غيرها من النساء مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: إن المرأة تُقبل في صورة شيطان، وتُدبر في صورة شيطان، فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فإن ذلك يرد ما في نفسه. يجب أن تعلم أن ما يُصيبك من افتتان، إنما هو من الشيطان الذي يريدك أن تعصي ربك سبحانه وتعالى بالنظر ثم الفكر ثم الفعل، فإذا أردت أن تحمي نفسك من ذلك فاحرص على أن تغيض الشيطان، وذلك سهل وميسور بأن تُصلي ركعتين لله تعالى، كلما دعتك نفسك للحرام ، وتستغفر الله تعالى، وهذا مُجرب عند الكثير من الناس الذين نجحوا في رد كيد الشيطان ومكره بهاتين الركعتين . أتمنى لك الهداية والرشاد والسداد. ردت نور .