حولت مخترعة بيولوجية صاحبة محل لعلاج الأورام وكل أنواع مرض السرطان الكائن مقره في حي ''دقدوك عبد القادر'' في الرستمية في دالي ابراهيم، المواطنين والمرضى الذين يقصدونها أملا في الشفاء بحكم ''الشهرة'' التي اكتسبتها في مجال طب التداوي بالأعشاب إلى ''فئران تجارب''، لتجرب وتطبق عليهم بعض ''الخلطات السحرية'' التي اخترعتها قصدا للربح السريع. خاصة وأن الجرعة الواحدة من الدواء بكمية ملعقة قهوة التي كانت توضع في كيس بلاستكي مربوط، بيعت بمليون سنتيم مقابل ''الإتجار بالأمل في الشفاء الكامل'' من مختلف الأمراض الخبيثة، حيث وفي هذا الصدد مثلت أمس الثلاثاء المتهمة التي وصفت ب''الدجالة'' أمام قاضية الجنح لدى محكمة بئر مراد رايس لمواجهة تهمة النصب والإحتيال، أين تبين من خلال الإستجوابات التي دارت في الجلسة أن ''المخترعة'' التي قامت بفتح محل استقطب العديد من المرضى، لا تحوز على اعتماد وترخيص من طرف وزارة الصحة والسكان من أجل فتح المحل، فضلا عن أنها غير حائزة على ''ديبلوم'' في الطب ولا على أية شهادة جامعية، وإنما هي امرأة جزائرية زوجة عسكري متقاعد تحصلت على ''براءة اختراع '' صادرة عن المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية، وهي البراءة التي قال عنها دفاع الضحية التي فارقت الحياة بعد تناولها لجرعة من المخترع السحري ''براءة الإختراع لا تعادل الشهادة الجامعية أو الطبية، فأي شخص عادي يملك فكرة أدبية، أو علمية يمكن له أن يتقدم من المعهد الوطني لحماية فكرته لا غير، مقابل دفع مبلغ 14 ألف دج، ''قبل أن يضيف ''المادة رقم 31 من القانون الصادر عام 2003، تنص صراحة بالحرف الواحد على يلي الإختراع تحت مسؤولية الطالبين من غير أي ضمان سواء تعلق الأمر بواقع الإختراع، أو جديته...جدارته أو دقته''. بالموازاة وبالرجوع إلى تداعيات القضية، فهي تعود إلى تاريخ الشكوى التي حركتها ابنة الضحية المتوفاة شهر نوفمبر من السنة الماضية ضد المخترعة، أين رسمت في شكواها أن والدتها كانت تعاني من مرض سرطان الرحم، وأنه أثناء تواجدها في مصلحة ''بيار ماري كوري'' في مستشفى مصطفى باشا، أخبرها بعض المواطنين عن وجود امرأة في دالي إبراهيم تمتهن الطب بالأعشاب، حيث تقوم بمعالجة عدة أمراض منها السرطان، فقر الدم، الصرع، الإلتهابات وغيرها من الأمراض المزمنة، مفيدة أنه ونظرا إلى الحالة الصحية المتردية لوالدتها وأمام فقدان الأمل، لجأت إليها أين توجهت إلى محلها الذي هو عبارة عن مستودع يقع أسفل فيلا ليس عليه لافتة، حيث وبدخولها وجدت عددا كبيرا من المواطنين ينتظرون المتهمة التي قدمت على متن سيارة من نوع ''توارڤ'' سوداء اللون ترتدي جلبابا أسود، وبعد التحدث إليها وشرحها لحالة والدتها ردت عليها أن لها دواء شافٍ تماما من السرطان، هذا وأكدت الضحية عبر كامل مراحل التحقيق سواء أمام الضبطية أو القاضية، أنها أخطرت المتهمة أن الطبيب المعالج لأمها أخبرها أنه لا يوجد أمل وأن المرض قد انتشر في جسمها، لترد عليها ''ما تخافيش نعطيلك دواء لي يكون في آخر عمره يشفى'' وهو ما فرحت له، خاصة أنها تحصلت على بصيص أمل في أن والدتها ستعيش، مؤكدة أنها سلمتها الدواء وهو عبارة عن طحين أبيض مقابل مبلغ 10 آلاف دج، كما سلمت لها ورقة فيها نقاط صغيرة وطلبت منها أن تعطي لوالدتها مقدار النقطة دواء كل يوم، على أن تواصل شراء الدواء من عندها كل أول شهر حتى تشفى، قائلة لها إن العلاج يدوم 7 أشهر، وفي هذا الصدد أفادت أنه وبعد شرائها لكيس ثانٍ لاحظت أن أمها قد ظهر عليها ورم ولما أخذتها إلى الطبيب، أكد لها أن السرطان زاد انتشارا وهو في آخر مرحلة، بيد أنه وبرجوعها إلى المتهمة وبتسليمها للتحاليل التي بينت أن المرض انتشر، انزعجت منها وطردتها من محلها وحاولت ضربها بالمصحف الشريف، وهو المصحف الذي كان حاضرا في جلسة المحاكمة حيث كانت المتهمة واضعة يدها فوقه، وهي تنكر ما نسب إليها، من خلال تصريحها أنها صاحبة اختراعات ومؤلفة جزائرية لديها براءة اختراع مسجل في المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية ومسجلة في مدينة جنيف في سويسرا، مؤكدة أن لها سمعة عالمية وأنها قامت بمعالجة ملايين من المرضى المصابين بالسرطان، فضلا عن أمراض أخرى، كما أشارت إلى أنها كانت في إمارة دبي والسعودية لترجع إلى الجزائر لغرض أداء واجبها إزاء شعبها، هذا وأوضحت أنها تقدمت بطلب أمام وزارة الصحة لمنحها اعتمادا لمعالجة الأمراض، قائلة إنها تنتظر إلى حد الساعة الرد، مفيدة أنها المرة الأولى التي ترفع شكوى ضدها من طرف جزائري واصفة العمل الذي تقوم به ب''الخيري والنبيل''.