ووري أمس الدّكتور مصطفى بوتفليقة شقيق رئيس الجمهورية الثرى بجوار قبر والدته بمقبرة بن عكنون بالعاصمة، في جو مهيب بعد مرض عضال لازم الفقيد طيلة سنة ونصف كاملة. وبدا الرّئيس عبد العزيز بوتفليقة جد متأثر بالفاجعة الثانية التي ألمت به خلال سنة واحدة، بحيث وارى الرئيس جثمان والدته السيدة ''منصورية غزلاوي'' بنفس المقبرة ونفس الشهر من عام 2009، فيما تم دفن الفقيد رحمه الله بجوار والدته، وتمت إقامة صلاة الجنازة على روحه رحمه الله بملعب بن عكنون في جو طبعه تشديد أمني على كل المداخل والمخارج التي تؤدي إلى بلدية بن عكنون، قبل أن يشيّع إلى مثواه الأخير بحضور أسرة الفقيد وأخويه السعيد بوتفليقة وناصر ''عبد الرحيم'' بوتفليقة، اللّذين كانا في حالة شديدة من التأثر، إثر الفاجعة التي ألمت بأسرة الرئيس في أقل من سنة. وحضر مراسيم الدّفن كبار مسؤولي الدولة، وعلى رأسهم الوزير الأول أحمد أويحيى، ورئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري، وكذا الطاقم الوزاري يتقدمه نائب الوزير الأول يزيد زرهوني وعدد من وزراء الطّاقم الحكومي السابق، فيما تقدم المعزين قائد الأركان الفريق أحمد ڤايد صالح وعدد كبير من إطارات الدولة والسفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي بالجزائر والخارج وعدد كبير من الولاة. وشهدت جنازة الفقيد جو من الحزن والأسى الذي بدا جليا على رئيس الجمهورية وإخوته وهم يوارون الدكتور مصطفى إلى بارئه الأعلى، كما شهدت الجنازة حضور عدد كبير من رجال الدين والأئمة وشيوخ الزوايا. وحرص رئيس الجمهورية على أن تكون جنازة الدّكتور شقيقه مصطفى بوتفليقة جد شخصية، بسبب رفض مصالح الأمن وعدم السّماح لأي صحافي بالتقاط صور للموكب الجنائزي، بحيث تم السّماح بالإقتراب منه لعدد من الشخصيات الهامّة وكبار الدولة وأعضاء السلك الدبلوماسي فقط، وشهدت كل المناطق المجاورة لمقبرة بن عكنون تطويقا أمنيا مشددا، فيما كان الرئيس السابق للجزائر أحمد بن بلة من بين الأوائل الذين التحقوا بملعب بن عكنون للصلاة على روح الفقيد وحضور مراسيم الدفن، وتقديم العزاء لرئيس الجمهورية.