ساعات فقط بعد إطلاق سراح المقاول ابن تاجر الأرو ، المدعو الوناس إيبرار البالغ من العمر 43 سنة، الذي تم إختطافه من طرف جماعة مسلحة مجهولة الهوية منذ أسبوع، تنقلت ''النهار'' أمس إلى منزله العائلي الكائن بالقرية المعزولة أزرو، التابعة لبلدية فريحة التي تبعد عن عاصمة الولاية تيزي وزو بحوالي ثلاثين كلم. وقبل ذلك ولدى وصولنا إلى مدينة فريحة، امتطينا سيارة أجرة من نوع أر 19 بيضاء اللون، وفي طريقنا وأثناء حديثنا مع سائقها المدعو محند البالغ من العمر 55 سنة، المنحدر من منطقة عزازڤة، بدأ يشير لنا إلى المكان الذي تم نصب فيه الحاجز المزيف، حيث قال لنا أن الفاعلين مجهولي الهوية ولا أحد يعلم إن كانوا إرهابا أم عصابة، وقبل ذلك أشار لنا إلى الطريق الذي تم إقتياده إليه وهو المنعرج المؤدي إلى منطقة تامدا:''لقد كنا أمواتا لدى إختطافه وأحيينا من جديد بعد إطلاق سراحه''. ولدى وصولنا إلى منزل الضحية حظينا باستقبال من طرف أفراد عائلة الضحية وعلى رأسهم والده الذي بالرغم من التعب الذي نال منه، فضّل أن يفتح قلبه ل''النهار''؛ بعد أن كشفنا له عن هويتنا وبعد تقديمنا له التهاني بعودة ابنه سالما، وفي الجلسة الحميمية التي جمعتنا حول مائدة القهوة، قدم لنا نفسه قائلا أن اسمه محند ويبلغ من العمر ستين سنة، وعن شعوره قال: ''لقد كنّا أمواتا لدى اختطافه واليوم الحمد الله نحن أحياء وعدنا للحياة منذ إطلاق سراحه''، ولم نذق لاطعم الأكل والنوم خاصة والدته البالغة من العمر 55 سنة، التي طلبنا منه ملاقتها، لكنه استسمحنا قائلا أن حالتها الصّحية والنّفسية لا تسمح بذلك ولاتزال على وقع الصدمة. ولدى إستفسارنا عن عمي محند إن كان حقيقيا ما بلغنا أن إبنه الضحية تم تحويله إلى مكان آخر رد:''صحيح لقد ذهب إلى بيت أحد أصدقائه الذي يملك شقة بمفرده بمدينة عزازڤة هروبا من الضغط''، ويضيف محدثنا الذي قال لنا أنّه أب لثلاثة بنات وثلاثة ذكور، والضحية يأتي في المرتبة الثانية، وردا على إستفساراتنا أنه قد أطلق سراحه فجر أمس في حدود الساعة الثالثة والنصف صباحا بالمكان المسمى أزغار بآث جناد، على بعد مسافات من المنزل العائلي وعما إن تلقوا إتصالات من الخاطفين لإبلاغهم، رفض الإجابة قائلا:''المهم أن شقيقة صديقه المذكور ذهبوا لإحضاره وكانت الساعة تقارب الرابعة صباحا، لما دخل بملابسه العادية النظيفة، لقد كان في صحة جيدة، لكن نفسيته محبطة، ''حيث وبعد أن عانقني بشدّة وعانق والدته وإحتضنها بشدة وأخواته''، إبتعد قليلا ثم طأطأ رأسه وبدأ يذرف دموعا ويبكي خفية، لم يكن يود أن نراه في تلك الحالة. ويواصل والد الضحية السرد مبرزا أنه كان يخشى أن يحصل له مكروه وأن يموت بين يد مختطفيه، خاصة وأنه يعاني من المرض. وإن كان ينتظر بأن يطلق سراحه؛ رد لم أكن أعلم أنه سيعود اليوم أو غدا أو بعد أسبوعين، لم أكن أتوقع ذلك. وعن سؤالنا إن دفعوا فدية؛ رد بالنفي:''لم ندفع أي شيء''. مفيدا في السياق ذاته، ما روج عن الثلاثة ملايير المشترطة، مرجحا أن يكون ذلك بفضل المسيرة الشعبية الضخمة ولتجنيد سكان المنطقة.عمي محند سرد لنا بعض تفاصيل إختطاف فلذة كبده قائلا: ''أن الخاطفين قد إتصلوا مرة واحدة ودامت المكالمة ثوان معدودات''، مضيفا:''لم أتمكن حتى من الحديث معه، لقد إتصلوا فقط هاتفيا لإبلاغنا أنه بخير وبصحة جيدة، ومن ثم لن يعاودوا الإتصال''. تجنيد السكان من أجل إطلاق سراح المقاول ودائما بعين المكان كان ل''النهار'' حديث مع بعض أعضاء خلية الأزمة بالإضافة إلى المدعو عبد القادر الذي يعد خال الضحية، والذين أسسوا أمس على الساعة الحادية عشر ليلا خلية للإعلام، حيث أكدوا لنا أن التجنيد والتضامنالشعبي، هو سبب إطلاق سراحه، حيث دفعوا الفدية معنويا، كاشفين عن موكب وقافلة للسيارات ستجوب على الساعة الرابعة مساء كل من عرش آث جناد أغريب فريحة، لإبلاغ الجميع بهذا الخبر السار، وإن كان سيكون الضحية ضمن هذا الموكب ردوا بالنفي، رابطين ذلك بحالته النفسية في حين وعن هوية هؤلاء المختطفين رد محدثونا أنّهم أشخاص مسلحين مجهولين الهوية.