زرع الرعب في رحلة بشار – تندوف بعد أن فشل في الحرقة بحرا إلى إسبانيا أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة الحراش بمجلس قضاء الجزائر العاصمة، الأسبوع الماضي، بإيداع أحد المسافرين الذين كانوا على متن الخطوط الجوية الجزائرية الحبس المؤقت في انتظار إستكمال التحقيق القضائي بعد أن هدد بتفجير الطائرة التي كان تضمن رحلة عادية بين بشار وتندوف بحزام ناسف كان يضعه على بطنه. حسب مصادر "النهار" فإن المسافر وهو معوق يبلغ من العمر 60 عاما الذي تنقل عبر مطار هواري بومدين الدولي بالعاصمة تمكن خلال عبوره على مراكز المراقبة التابعة للشرطة والجمارك على مستوى المطار من ركوب الطائرة رغم عملية التفتيش الدقيق التي خضع لها خلال كل مراحل العبور عبر نقاط المراقبة على مستوى المطار ومدرج قبل ركوب الطائرة. وخلال الرحلة من الجزائر إلى بشار لم تسجل أي علامات حول سلوك المسافر لكن وبمجرد إقلاع الطائرة مجددا من بشار باتجاه تندوف قام المسافر، الموجود حاليا رهن التوقيف في انتظار المحاكمة، بتهديد باقي المسافرين وربان الطائرة بوضع حد للرحلة في السماء بتفجير الحزام الناسف الذي يحمله إذا لم تلبى مطالبه التي حصرها في تحويل الطائرة فورا إلى إسبانيا حيث كان يرغب أن يتنقل إلى هناك للإقامة بها وهو الحلم الذي لم يستطع تحقيقه ضمن قوافل "الحراقة" خلال الأشهر الماضية. وبعد سلسلة مفاوضات معه ومحاولات تهدئته أوضح ربان الطائرة أنهم مضطرون إلى تعبئة الطائرة بالبنزين قبل تحقيق حلمه وهو نقله إلى إسبانيا وقال الشيخ بلهجة غاضبة مخاطبا طاقم الطائرة أنه شيخ "وليس لدي ما أخسر عندما أفجر الطائرة". لكن وبمجرد توقف الطائرة في تندوف تم توقيف المعني وتفتيشه حيث تبين بعدها أن الأمر يتعلق بشخص أصيب بنوبة عصيبة خلال محادثاته مع ربان الطائرة وبعد عملية جس النبض من طرف أعوان الأمن تبين أن المعني بالأمر لا يحمل مواد متفجرة وهو الأمر الذي سهل مهمة التدخل وتوقيفه. وبعد اعتقاله تبين أن الحزام الناسف الذي كان يحمله لم يكن في الواقع إلا كمية من التمر المضغوط "الغرس" الذي لفه على بطنه في شكل حزام متفجر لترك الانطباع لدى ربان الطائرة بأن الأمر يتعلق بحزام ناسف وبأن الشخص المعني بالأمر شاب مراهق يرغب في أن يتحول إلى "انتحاري" إذا لم تلبى رغبته الأساسية وهي نقله إلى إسبانيا جوا بعد أن فشل في الوصول إليها بحرا عبر قوارب "الحراقة". وبسبب خطورة الحادثة وما ترتب عنها من ترويع للمسافرين فتحت مصالح شرطة الحدود للمديرية العامة للأمن الوطني تحقيق معمق في القضية تم بموجبه توجيه الاتهام لخمسة أعوان وإطارات في شرطة الحدود ومراقبة مداخل ومخارج المطار والذين يعتقد بأنهم تخاذلوا في أداء مهامهم خلال عملية فحص ومراقبة هذا المسافر. وقد تسببت هذه الحادثة في بروز حالة من الغضب والاستياء بسبب ما أحدثته من مساس بسلامة وأمن المسافرين وهي التدابير والإجراءات التي كانت صارمة في الأعوام الأخيرة قبل أن تسجل حالات تراخي غريبة كان أبرزها تسجيل محاولة تفجير إرهابي لطائرة تجارية أجنبية بمطار الجزائر نهاية العام الماضي وأيضا هذه الحادثة التي روعت المسافرين.