فاز مشروع أثار جدلا وطنيا حول التسامح الديني ويقضي ببناء مسجد ومركز إسلامي بالقرب من موقع "غراوند زيرو" الذي استهدفته اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك بمعركة حاسمة الثلاثاء. لجنة الحفاظ على المباني الأثرية في المدينة بالإجماع على عدم إعلان المبنى الذي يشغل الموقع في الوقت الحاضر اثريا، مفسحة المجال بالتالي أمام هدمه وبناء المسجد. وبات المشروع اختبارا لمدى تقبل الإسلام في الولاياتالمتحدة بعد اعتداءات 11 سبتمبر وقد أثار جدلا وطنيا حول حرية الأديان. ومن المقرر ان يضم المشروع الى المسجد، ملاعب رياضية ومسرحا ومطاعم مع إمكانية إقامة دار حضانة للأطفال. ويقول أصحاب المشروع انه سيكون مفتوحا أمام الزائرين للدلالة على انتماء المسلمين الى مجتمعهم. إلا ان الموقع المقترح أثار حساسيات لقربه من "غراوند زيرو" حيث دمر برجا مركز التجارة العالمي في اعتداءات 11 سبتمبر التي أعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنها وأدت الى مقتل ثلاثة آلاف شخص تقريبا. وعلا التصفيق عندما أعلنت اللجنة التصويت بموافقة تسعة أصوات مقابل لا صوت على عدم إدراج المبنى الذي يعود الى العام 1850 على قائمة المباني الأثرية وهو لا يضم حاليا سوى متجر ألبسة مهجور. إلا ان معارضين هتفوا "عار" ورفعت امرأة من الحضور لافتة كتب عليها "لا تمجدوا قتلة ثلاثة آلاف شخص، لا لمسجد 11 سبتمبر"، و"الإسلام يبني مساجد في موقع فتوحاته". وقال اندي ساليفان من حي كوينز "انها فضيحة" وأضاف "لقد كانوا يهتفون +الله اكبر+ عندما اصطدمت الطائرتان بالمبنيين. تذكروا أننا نخوض حربين الان". ويقول المؤيدون ان المشروع يمكن ان يساعد على رأب الصدع بين الغرب والعالم المسلم ويغير في الوقت نفسه واجهة شارع مانهاتن السفلي الكئيب ونظرة الامريكيين الى المسلمين منذ العام 2001. وقال رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ بعد صدور قرار اللجنة ان نيويورك "هي المدينة الأكثر حرية في العالم" مضيفا "أبوابنا مفتوحة للجميع، لكل الذين لديهم حلم وعزم على الكد في العمل وخوض اللعبة باحترام قواعدها". ويبدو المعارضون قليلي العدد إلا أنهم متحمسون وقد كسبوا مؤيدين أقوياء مؤخرا. وكانت المرشحة الجمهورية السابقة لنيابة الرئاسة ساره بايلن نددت بشدة بالمشروع، غير انه يحظى بدعم قوي من بلومبرغ الذي يرى ان حرية المعتقد الديني التي يعتبرها من القيم الاميركية الجوهرية، على المحك في هذا المشروع. واعترضت شخصية أخرى من اليمين الجمهوري هو نيوت غينغريش على مشروع المسجد. وتحولت المعارضة التي بدأت بأقرباء لضحايا اعتداءات 9/11 الى تحرك سياسي شرس أحيانا. وقالت شبكتان تلفزيونيتان أنهما ترفضان بث دعاية بعنوان "قتل مسجد غراوند زيرو" يقول فيه صوت معلق "في 9/11 أعلنوا الحرب علينا هذا المسجد هو نصب يحتفي بانتصارهم ودعوة الى المواصلة على هذا الطريق". وفاجأت معارضة عصبة مكافحة التشهير للمشروع الكثيرين إذ انها تكرس نشاطاتها لمحاربة معاداة السامية. وقالت العصبة انها ترفض "تعصب" بعض المعارضين إلا انها أشارت الى "وجود مشاعر وحساسيات قوية حول موقع مركز التجارة العالمي" وان المشروع "سيزيد من الام بعض الضحايا دون سبب وجيه". ويرى الإمام فيصل عبد الرؤوف الذي يشرف على المنظمة الإسلامية التي تقف وراء هذا المشروع، انه سيكون "مسكنا لكل الأشخاص الذي يبحثون عن التفهم والعزاء والسلام والتعاون والتكافؤ". وأضاف "نحن مصممون أكثر من أي وقت مضى على اغتنام هذه الفرصة التي نراها كمسؤولية أيضا إزاء مجتمعنا وجيراننا في مانهاتن السفلى". قال مجلس العلاقات الاميركية الإسلامية ومقره في واشنطن ان المشروع اختبار لحرية المعتقد الديني وحث اللجنة التابعة للمدينة على "التصدي لمحاولات معادي الإسلام" من اجل عرقلة المشروع.