يبدو أن كل الأمور تسير في صالح المنتخب الجزائري ومناصريه هذه الأيام ، حتى تنسيه نكسة البليدة وتحيي آماله في التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا، وهذا إذا ما نظرنا إلى المستجدات التي تحدث سواء في بيت الخضر أو في المجموعة الرابعة التي ينتمي إليها محاربو الصحراء، أو حتى النتائج التي حققها الأشقاء العرب في بداية مشوارهم مع التصفيات المؤهلة إلى كأس إفريقيا، والذين نعود إلى نتائجهم كل مرة بالنظر إلى مستوانا المتقارب من جهة والمنافسة المستمرة والتي تدفع بالجماهير الجزائرية إلى متابعة نتائجهم ومستجداتهم من جهة أخرى. وتحت شعار » إذا عمت خفت « يمكن القول إن المنتخب الجزائري كان أفضل حال من غيره من منتخبات عرب إفريقيا، ونقصد هنا كل من تونس والمغرب ومصر، حيث أن المتتبع لشؤون الكرة في هذه المنطقة ينسي تعثر البليدة أمام تنزانيا بالنظر إلى النكسة التي شهدتها أندية شمال إفريقيا إن صح التعبير، في بداية التصفيات المؤهلة إلى نهائيات أمم إفريقيا 2012 التي ستقام في الغابون وغينيا الإستوائية، وهى النتائج المخيبة التي حققتها كبرى فرق عرب إفريقيا في الجولة الأولى، والأدهى من هذا أن المباريات استضافوها على ملاعبهم وأمام جمهورهم. استقالة سعدان كانت بداية رجوع الأمل إلى محبي » الخضر « ولعل الخبر الأول الذي أسعد الجزائريين وأعاد لهم الأمل في هذا المنتخب هو استقالة المدرب الوطني رابح سعدان، خاصة أن هذا الأخير أثبت فشله في قيادة محاربي الصحراء وعجزه عن إيجاد الحلول لعدة مشاكل لأزمته طيلة توليه مهام قيادة الخضر مطلع 2007، على غرار مشكلة الهجوم التي كانت هاجس كل الجزائريين، بعد أن صام مهاجمونا عن التهديف وزيارة شباك الخصوم، حيث لعبنا كأس العالم ولم نسجل ولا هدفا واحدا، في حين أن كوريا الشمالية التي شاركت للمرة الأولى في هذا العرس العالمي استطاعت التسجيل وأمام البرازيل أقوى منتخب في العالم، ليأتي اللقاء الودي أمام الغابون الذي كان بمثابة الصدمة الأولى لعشاق الخضر، حيث شعرنا أن الجزائر هي الغابون والغابون هو الجزائر فلم يفلح رفقاء يبدة حتى في صنع وخلق فرصة وحيدة وظهروا في الميدان كأنهم مجموعة من الهواة، يقذفون الكرة ويجرون وراءها ولعل المسؤول الأول والوحيد في هذا التقهقر والإضمحلال هو غياب الحس التكتيكي للمدرب السابق للخضر، وإلا كيف يوفق لاعبونا في أنديتهم ويسجلون الأهداف الرائعة وعندما يشرف عليهم سعدان يصبحون هواة؟ وبعد هذا جاءت نكسة البليدة والتي كانت بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس ليتفق الجميع على ضرورة مغادرة الشيخ لأنه يقود المنتخب إلى الهاوية، وبعد كرّ وفر استجاب سعدان إلى الضغط الجماهيري ويترك المنتخب القرار الذي أسعد الجميع رغم الإقرار بمجهودات الشيخ والتي لا يمكن أن ينكرها جاحد. تعثر المغرب في ميدانه أعاد الأمور إلى نصابها وجعل الجميع يقرّ بأن الحظ إلى جانبنا وبعد رحيل سعدان وتجدد الأمل جاء تعادل المنتخب المغربي مع ضيفه إفريقيا الوسطى، ليؤكد أن الحظ في التصفيات هذه المرة سيكون إلى جانب رفقاء زياني، مما أعاد إلى أذهان عشاق الخضر فكرة التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا، بعد أن كان سعدان قد رهنها في اللقاء الإفتتاحي، ولو كان المغاربة قد حسموا مواجهة إفريقيا الوسطى لصالحهم لتعقدت الأمور بالنسبة لرفقاء يبدة، لكن وبدلا من أن يستغل أسود الأطلس الفرصة لتحقيق الفوز على ضيفهم المجهول، سقط الأسود في فخ التعادل السلبي في المباراة التي استضافها مجمع الأمير عبد الله في العاصمة الرباط، ولم يفلح المنتخب المغربي في تحسين الصورة التي ظهر بها في تصفيات مونديال 2010 والتي اختتمها في المركز الأخير بمجموعته، رغم أن المنافس ضعيف جدا حتى ولو قارناه بتنزانيا المتواضعة هي الأخرى، وما ينسي الجزائريين أيضا في ما أصاب هجومهم أمام تنزانيا أن المنتخب المغربي والذي لم يسجل أي هدف، يضم في صفوفه كلا من مروان شماخ المتألق في قيادة هجوم أرسنال الإنجليزي، ومنير الحم داوى هداف نادي اياكس الهولندي، ولعب خلفهما مبارك بوصوفة صانع ألعاب أندرلخت البلجيكي .. ومن دون شك أن هؤلاء النجوم أفضل بكثير من مهاجمينا لكنهم فشلوا في هز شباك منتخب لم نره منذ زمن بعيد في أي من المنافسات الإفريقية، ليعود الأمل إلى الأفناك من أجل التدارك والذهاب بعيدا في هذه المنافسة، خاصة وأننا لعبنا نصف النهائي في الطبعة الماضية بأنغولا. سقوط الفراعنة أبطال إفريقيا ثلاث مرات متتالية أمام السيراليون الأكثر تواضعا أنسى الجزائريين نكسة البليدة ومما لا شك فيه أن كل الجزائريين تابعوا لقاء مصر مع السيراليون، والذي ظهر فيه أبطال إفريقيا للسبع مرات في تاريخ البطولة منها ثلاث مرات متتالية كأنهم يلعبون أمام البرازيل، حيث تلاعب بانغورا مهاجم السيراليون بوائل جمعة ورفقائه وأسال لهم العرق البارد، وأمتع وأبدع في لقاء للنسيان من الجانب المصري، ورغم أن الفراعنة لعبوا بالتشكيلة المثالية والتي حققت الكؤوس الإفريقية الثلاثة إلا أنها كانت بعيدة عن المستوى، مما جعل متتبعي الكرة المصرية يطالبون بتجديد التشكيلة الأساسية للفراعنة والتي يبدو أنها لم تعد قادرة على إعطاء المزيد والدفاع عن الألوان المصرية، وبعد أن تابع الجزائريون لقاء أشبال شحاتة أمام السيراليون نسوا مصابهم وأجمعوا على أن لعنة ما أصابت المنتخبات العربية، بعد أن كانت البداية مع الجزائر لتليها المغرب وتعادلها السلبي على أرض ميدانها أمام إفريقيا الوسطى، ثم تونس التي لم تكن أفضل حالا من جيرانها، حيث تعادلت هي الأخرى أمام جماهيرها بهدفين لمثلهما أمام المنتخب السيراليوني، ليأتي دور الفراعنة الذين تحدثوا كثيرا عن لقاء المنتخب الجزائري أمام تنزانيا حتى أنهم استغربوا من هذا التعادل، وقالوا إن الأمر خطير لكن وبعد نجاتهم من خسارة حتمية أمام منتخب السيراليون المغمور الذي يعد أضعف من تنزانيا، لا شك أن المصري سيعيد التفكير فيما قاله والجزائري ينسى مصابه أمام تنزانيا فإذا عمت خفت.