سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جعفر قاسم و''الذكرى الأخيرة'' شكلا ''الإستثناء'' في السقوط الحر لبرامج رمضان و''جُحا'' ظلمته البرمجة أعمال التهمت الملايير من خزينة التلفزة في ظل غياب بطل اسمه ''النص والسيناريو''!
ينهي التلفزيون الجزائري خلال الساعات القليلة المقبلة ، بث برامج شهر رمضان التي التهمت من خزينة التلفزة ملايير السنتيمات، مقابل مردود أقل ما يقال عنه أنه ''دون المستوى المطلوب''، ومخالف للمواصفات التي وعدت بها إدارة المدير العام للتلفزة السيد عبد القادر العولمي، ولجنة القراءة التي نصّبها بتقديم برامج ترقى لإعجاب المشاهد، الذي وجد نفسه أمام برنمجة متذبذبة ورديئة، إلا بعض الأعمال التي حفظت ''ماء الوجه''، في مقدمتها كاميرا ''واش داني''، مسلسل ''الذكرى الأخيرة'' و''جُحا العودة'' وغيرها... سقط رهان ''اليتيمة'' خلال الشهر الفضيل بتقديم ''وجبة تلفزية دسمة'' للمشاهد، وبِحساب بسيط يتضح أن برامج التلفزة الوطنية تسير من رمضان إلى رمضان من سيء إلى أسوإ، بالتالي، فإن كل ما سنقوله لن يحمل جديدا، بل سيكون تحصيلا حاصلا لما قُلناه خلال الأعوام الماضية، فالبرمجة في ''اليتيمة'' ولجنة القراءة على حد سواء، الظاهر بأنهما سقطتا في فخ منتجين لا يهمهم سوى جني ''المحصول الرمضاني'' من خلال أعمال الواضح أنها أنتجت على طريقة ''الوجبات الخفيفة''، في ظل غياب حقيقي لبطل اسمه ''النص والسيناريو''، ما عدا تحول بعض الأشخاص الذين لا علاقة لهم بحرفة الإنتاج التلفزي إلى منتجين، والخطأ كل الخطإ يقع هنا على عاتق لجنة القراءة التي صارت أشبه بمقولة ''تمخض الجبل فولد فأرا''! 44 عملا فنيا منوعا بين ''السيتكوم''، ''الكاميرا الخفية''، ''السكاتشات''، المسلسلات والبرامج أجازتها لجنة القراءة بعد 28 فيفري الماضي، لتعلن إدارة العولمي عن ترسيخ مبدإ المساواة بين كل المنتجين للقضاء على ما يعرف ب''المحاباة والعلاقات'' التي تحدد إنتاج برامج رمضان من قبل الخواص، ورغم كل هذا، اشتكى عدد كبير من المنتجين من ضيق الوقت وقلة الميزانية، وراح نتيجة السرعة في تنفيذ هذه الأعمال نجوم لهم تاريخٌ في ''الدراما'' و''الفكاهة'' خوفا من عملية ''البريكولاج'' و''الإستسهال'' التي كانت شعار ثلاثة أرباع أعمال رمضان، التي استنزفت ملايير السنتيمات من خزينة المؤسسة الوطنية للتلفزة، والنتيجة كانت غياب هذا العام أسماء خافت على تاريخها، وأخرى رضخت تحت الحاجة إلى المال للتواجد، لينتهي شهر رمضان وككل عام بدون أن تستفيد التلفزة من دروس أقلها التحضير المبكر لأعمال وبرامج رمضان، وفرض الصرامة في قبول الأعمال، خاصة لجهة السيناريو والنص، اللذين كانا أكبر غائب هذا العام! لقد كان واضحا جليا التذبذب الكبير في البرمجة مباشرة بعد الإفطار، فباستثناء ''الكاميرا الخفية'' للمبدع جعفر قاسم ''واش داني''، ظهر التلفزيون كمن وأنه تورط في إقناع المُشاهد بالبرنامج المختار لبثه قبل نشرة الأخبار، فعرض التلفزيون بعد إخضاعه للمونتاج بفعل ضيق الوقت، سلسلات وسيتكوم كثيرة لم يرقَ معظمها إلى المستوى الفني المطلوب فسقطت ''أعصاب وأوتار وأفكار'' في مواضع أكل عليها الدهر وشرب، وظهرت ''الكاميرا الخفية'' باستثناء ''واش داني'' بدائيةً من جهة التصوير والتنفيذ، ليتميّز وسط هذه الأعمال ''ساعد القط''، الذي انفردت ''الجزائرية الثالثة'' ببثه، رغم ظلمه في البرمجة، والحال نفسه بالنسبة إلى سلسلة الممثل القدير حكيم دكار، الذي اشتكى من سوء برمجة سلسلة ''جُحا'' رغم أهميتها. كما نسجل السقوط الحر ل''ذاكرة الجسد'' في مقابل تميز فاطمة وزان نصا، ومسعود العايب إخراجا في الدراما اليومية ''الذكرى الأخيرة''، التي اقتحمت موضوع ''الأبناء ضحية العنف الأسري''، وأخيرا نتمنى من التلفزة إعادة جرد ما بثّ خلال الشهر الفضيل، وحصر كل الأخطاء وعدم التساهل مستقبلا في قبول الأعمال، والبدء في التحضير لرمضان 2011 من الآن وكل عام وأنتم بخير.