يواصل الجيش الفرنسي طلعاته بهدف رصد مكان احتجاز سبعة رهائن خطفوا في النيجر ونقلوا الى الصحراء في مالي، غداة تهديد تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي بالانتقام لمدنيين قال انهم قتلوا في مالي وموريتانيا. واكد وزير الدفاع الفرنسي ايرفيه موران ان مصير الرهائن يشكل "قلقا على مدار الساعة"، مضيفا "اتمنى بكل صدق ان يتمكن مواطنونا من العودة باسرع وقت ممكن. وذلك يفرض ان نبذل كل ما بوسعنا من اجل ذلك وهذا ما نفعله". وقد خطف الفرنسيون الخمسة، اربعة موظفين في مجموعة اريفا النووية وزوجة احدهم، وافريقيان احدهما توغولي والاخر ملغاشي، في 16 سبتمبر في موقع ارليت شمال النيجر على الارجح بيد تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي الذي نقلهم الى مالي. وانطلاقا من نيامي يتناوب نحو ثمانين عسكريا فرنسيا على القيام بطلعات استطلاعية بطائرات من طراز +اتلانتيك 3+ و+ميراج اف1-سيه ار+ فوق بلدان الساحل في مسعى لرصد مكان احتجاز الرهائن. وقال جيل دينامور الملحق العسكري الفرنسي السابق في النيجر ان اي عملية تهدف الى تحرير الرهائن "ستعتمد على المعلومات الاستخباراتية" لانه ينبغي على العسكريين الذين سيقومون بها ان يكونوا "متأكدين مئة في المئة" من النجاح. وقد نشرت وكالة نواكشوط للانباء الموريتانية الالكترونية بيانا لتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي لا يتضمن اي تبن او اي اشارة الى عملية الخطف. لكنه يهدد موريتانيا التي وصفها بانها "عميل لفرنسا" باعمال انتقامية بعد عملية للجيش الموريتاني في شمال مالي استمرت من الجمعة الى الاحد. لكن هذه الرسالة لم تتمكن وكالة فرانس برس من التأكد من صحتها. الا انه لم يتم نفي ما اوردته وكالة نواكشوط للانباء بعد نشر بيان سابق لتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي يعلن فيه مسؤوليته عن هجوم انتحاري في 25 أوت على ثكنة نيما شرق موريتانيا. ويندد النص ب"الجريمة الدنيئة التي ارتكبت من خلال غارة جوية ثارية بعد الهزيمة النكراء التي انزلها المجاهدون بالجيش الموريتاني، عميل فرنسا (نيكولا) ساركوزي" الرئيس الفرنسي. واتهم التنظيم الجيش الموريتاني بقتل امرأتين واصابة رجل بجروح من المدنيين، وبانه كذب عندما قال ان احدى المرأتين هي زوجة احد "مجاهديه". وجاء في البيان "نقول لعميل فرنسا محمد ولد عبد العزيز (الرئيس الموريتاني) ان قصف الابرياء العزل والحرب التي تخوضها بالوكالة مكان فرنسا هي ضرب من الجنون ودم هاتين السيدتين الشهيدتين لن يذهب هدرا". وقد دارت معارك عنيفة الجمعة والسبت في منطقة تومبوكتو بشمال غرب مالي بين الجيش الموريتاني ووحدات من تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي ما اسفر بحسب نواكشوط عن سقوط ثمانية قتلى في صفوف الجيش واثني عشر قتيلا على الاقل في صفوف مقاتلي التنظيم. ثم قامت طائرة موريتانية الاحد بقصف قافلة من الاليات كانت تنقل "ارهابيين" بحسب الجيش. وفي مالي اكد شهود عيان ومسؤولون ان مدنيين سقطوا قتلى (امرأتان) وجرحى (اربعة رجال) اثر الغارة. ونفى الجيش الموريتاني قصف اهداف مدنية. وكان مصدر عسكري موريتاني اشار فقط الى مقتل امرأة قال انها "زوجة ارهابي" في الغارة الجوية. من جهة اخرى، اعلن مصدر قضائي ان موريتانيا ستسلم مالي عشرين من رعاياها اعتقلوا في فيفري واتهموا ب"بالاتجار بالمخدرات ودعم" تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي. والوضع الحالي في بلدان الساحل الافريقي سيعطي بعدا مختلفا للاحتفالات بالذكرى الخمسين لاستقلال مالي، المستعمرة الفرنسية السابقة التي ستجري الاربعاء. ويتوقع ان يشارك فيها عدد من رؤساء دول المنطقة بينهم الرئيس الموريتاني عبد العزيز الذي ينتظر وصوله الثلاثاء الى باماكو. اما فرنسا التي تتخوف من تهديدات بتنفيذ اعتداءات على اراضيها، فستمثل بوزير الداخلية بريس اورتوفو.