أكّد اللاعب الدولي السابق محمود ڤندوز في اتصال هاتفي معه أمس ، سخطه على الوضعية الحالية للكرة الجزائرية بطريقته الخاصة، انطلاقا مما آلت إليه الأوضاع في المحيط العام للكرة الجزائرية، سواء بالنسبة إلى المنتخب الوطني أو النوادي، مؤكدا عدم إلمامه بأي شيء له علاقة بالكرة في بلادنا في آخر أسبوعين، بعد أن ملّ كما قال - من الظلم الذي يتعرّض إليه التقني المحلي، وبدرجة خاصة هو شخصيا، عن طريق تأكيده على تعرّضه ''للحڤرة'' من قبل المسؤولين على الكرة ببلادنا، باعتبارهم إياه عدوا -كما قال -، في حين، يفرش البساط الأحمر لزيدان الذي تملص عن الدفاع على ألوان وطنه الأصلي الجزائر، فيما دافع بكل قوة عن ألوان منتخب فرنسا، وهو ما يجعله يطرح التساؤل عن مغزى وسبب هذا التمييز؟!. ڤندوز الذي رفض في بادئ الأمر التعليق على أي شيء يخص تطورات الأوضاع في محيط الكرة الجزائرية مؤخرا، كشف لنا عن الأسباب التي جعلته يعتزل الكرة الجزائرية ويفقد الأمل منها، ومن أبرزها، الظلم الذي ما فتىء يتعرض له من قبل القائمين على الكرة ببلادنا، رافضا حصر الأمر في شخص رئيس ''الفاف'' محمد روراوة، بل في كامل محيط الكرة الجزائرية - كما قال -، ضاربا مثالا بالتجاهل الذي يطاله من قبل المنظومة الكروية بمثال النجم الفرنسي السابق ذو الأصول الجزائرية، الذي فضل فرنسا على الجزائر، إلا أن القائمين على الكرة الجزائرية يستقبلوه استقبال الأبطال، في حين، فإنه وبعد أن دافع عن الألوان الوطنية مع المنتخب الوطني وعلى مدار عشر سنوات كاملة، يتعرض إلى التهميش كما هو حاصل له حاليا، فاتحا النار على المسؤولين في النوادي وفي المنظومة الكروية بصفة عامة، الذين يفضلون منح الفرصة لمدربين فرنسيين من الدرجة الثانية كانوا يدربون فرق السجون ببلدهم، - ذكر بعضهم - كالمدرب السابق للمولودية براتشي وأسماء أخرى تتواجد في المنظومة الكروية الجزائرية، على أن يمنح له هو الفرصة، والدليل عدم اتصال أي رئيس نادي به عارضا عليه الفكرة، كل هذا جعله يعتزل الكرة الجزائرية والحديث عنها كما قال-. ''بلاد المستعمر منحت لي الفرصة وبلادي همشتني ..مارانيش فاهم!'' وفي إطار استغرابه من التهميش الذي يطاله من بلاده، أكد محدثنا أنه من المفارقات الغريبة والتي جعلته يقتنع بأنه أضحى في مكانة العدو والغير مرغوب فيه ببلاده في الميدان الرياضي، القيمة الكبيرة التي يحظى بها أينما حل في أي بقعة من بقاع العالم، وحتى الفرص التي تمنح له في بلد ''المستعمر'' - كما سماه -، في إشارة منه إلى فرنسا، ونفس الأمر في الخليج، في حين، يهمش في بلده، ولا تمنح له الفرصة من قبل النوادي الجزائرية التي لم يتلقَ أي اتصال منها، عائدا للتأكيد على أن رؤساء هذه النوادي يفضلون المدربين الذين دربوا في السجون الفرنسية على الإستنجاد به، وبالكفاءات المحلية من اللاعبين القدامى، وهو ما يؤكد على الوضعية الكارثية التي يتواجد عليها محيط الكرة ببلادنا، رافضا حصر الأمر في شخص رئيس ''الفاف'' محمد روراوة، الذي أكد بأنه لا يتحمل المسؤولية الكاملة بل الجميع يتحملها. ''أصبحت مدرب الصف الثالث في الجزائر ..ومدربو السجون الفرنسية هم النجوم!'' وبلهجة حزينة امتزج فيها الغضب الذي كان باديا على صوت محمود ڤندوز، لم يتوانَ هذا الأخير في التأكيد على أنه أضحى في الجزائر في صنف مدربي الصف الثالث، على الرغم من الإشادة التي يحظى بها أينما ارتحل، انطلاقا من تاريخه العريق إلى جانب اقتناع الفرنسيين بقدراته، على عكس ما هو حاصل عندنا يقول-، أين كل شيء بالعكس، مجددا التساؤل في ختام حديثه عن الأسباب التي تجعله محل تهميش من قبل الفاعلين في الكرة ببلادنا؟.