علمت ''النهار'' من مصادر مؤكدة من وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أن البعثة الأولى التي ستقوم بتأطير عملية الحج، ستتوجه غدا إلى مكةالمكرمة من أجل معاينة المكان الذي سيتم فيه إنجاز المستشفى المصغرة، التي ستتكفل بحجاجنا الميامين، أثناء تأديتهم لمناسك الحج. وأوضحت المصادر التي أوردت المعلومات، أن البعثة مكونة من طبيب وصيدلي، لتجميع الأدوية وتحضير المكان لاستقبال ضيوف الرحمن في أحسن الظروف، وأضافت ذات المصادر، أنه من المنتظر أن تنطلق الدفعة الثانية التي تضم أكبر عدد من أعضاء البعثة الطبية خلال 17 أكتوبر الجاري، حيث ستكون موزعة عبر المدينةالمنورة، جدة، ومكةالمكرمة. وتأتي الإجراءات المتخذة من طرف وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، من أجل ضمان تكفل أمثل بالوضع الصحي للحجاج، بعد تسجيل العديد من النقائص في المواسم الماضية، حيث تم تسجيل وقع عدة حالات وضعت السلطات الجزائرية في حرج كبير أمام سلطات المملكة السعودية، خصوصا مع ازدياد عدد المصابين بالجنون ووفاة العديد من الحجاج بالبقاع جراء أمراض مزمنة كانوا يحملونها معهم من الجزائر، لم يتم الكشف عنها مسبقا، بالإضافة إلى تخلي العديد من الأشخاص عن أوليائهم في البقاع المقدسة خاصة الذين يعانون من أمراض عقلية، بالإضافة إلى اكتشاف العديد من الحالات مصابة بالجنون أثناء وصولهم لتأدية المناسك، كما غّير العديد من الحجيج غرض رحلتهم للاستفادة من الخدمات الصحية هناك. إقصاء 70 حاجا بسبب إصابتهم بأمراض خطيرة وفي هذا الشأن، أوضحت مصادر ''النهار''، أنه تم إقصاء حوالي 70 حاجا، بسبب إصابتهم بأمراض خطيرة، تحول دون قدرتهم على تأدية فريضة الحج، حيث اكتشفت خلايا الكشف الصحي، التي تضم 3 تخصصات قاعدية إصابة العديد منهم بأمراض تدرج في القائمة التي حددتها وزارة الصحة، وتضم أربعة اختصاصات هي الأمراض القلبية بثمانية أمراض، الأمراض العقلية بأربعة أمراض، أمراض الرئة والصدر بأربعة أمراض، وأمراض الإعاقة الحركية، إضافة إلى أمراض السرطان والقصور الكلوي والنساء الحوامل في الثلاثي الثالث من الحمل أي من الشهر السابع إلى التاسع وأخرى عقلية، وهو الأمر الذي استلزم إقصاءهم من القوائم، بالنظر إلى حالتهم الصحية، تفاديا لتكرار ما حدث السنة الماضية. حملة التلقيح ضد التهاب السحايا مفتوحة إلى غاية الأسبوع القادم شرعت المصالح الصحية، في عملية تلقيح الحجاج ضد داء التهاب السحايا، على أن تبقى العملية مفتوحة إلى غاية الأسبوع القادم، لاسيما وأن السلطات السعودية ترفض استقبال أي حجاج لم يتلقوا اللقاحات الضرورية. وفي هذا الشأن، كشف البروفيسور إسماعيل مصباح، مدير الوقاية على مستوى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أن مصالح معهد باستور تملك في الوقت الحالي 50 ألف جرعة من اللقاحات المضادة لداء التهاب السحايا.وأوضح مدير الوقاية، في تصريح ل''النهار''، أن الكميات المتوفرة منذ الفاتح جانفي إلى 30 جوان المنصرم، تقدر ب42 ألف جرعة، فيما تقدر الكميات المتوفرة في المخازن ب50 ألف جرعة من اللقاحات المضادة لالتهاب السحايا، كما استقبل معهد باستور في شهر سبتمبر الماضي، كميات جديدة مقدرة ب50 ألف جرعة جديدة، من بينها 80 ألف موجهة للحجاج والمعتمرين، استنادا إلى المعدلات السنوية للأشخاص المتوافدين على البقاع المقدسة. وأوضح البروفيسور، أن السلطات السعودية، أكدت على ضرورة تلقي الحجاج والمعتمرين للقاح المضاد لالتهاب السحايا، قبل منح التأشيرة، خاصة وأنه مرض جرثومي حاد يتسبب في تورم البطانة المحيطة بالمخ، كما أنه سريع الإنشار عن طريق الاحتكاك المطول بواسطة إفرازات الأنف أو الفم، وهو الحال أثناء أداء مناسك العمرة.من جهته، كشف البروفيسور سكحال، رئيس مصلحة الطب الوقائي والأوبئة بمستشفى بني مسوس الجامعي، أن التلقيح ضد التهاب السحايا، إجباري على كل المعتمرين، كون العدوى قاتلة، وتفضي إلى الوفاة خلال 48 ساعة بعد الإصابة بالمرض، ويتعين على الحجاج المتوجهين إلى البقاع المقدسة، الالتحاق بمصالح الطب الوقائي المتواجدين في كل من مستشفى بني مسوس، القطار، بالإضافة إلى مركز التلقيح التابع لمعهد باستور برويسو، بوشنافة بحيدرة، وكافة مراكز الصحة الجوارية، على مستوى 48 ولاية، من أجل تلقي اللقاح بفارق زمني يتراوح ما بين أسبوع إلى 15 يوما، قبل موعد الذهاب، أما الحجاج الذين تلقوا اللقاح قبل سنة، فهم غير ملزمين بالتلقيح إذ أن فعالية اللقاح تدوم 3 سنوات.