السيدة الفاضلة نور، أود منك التوجيه لكي أتمكن من مواصلة حياتي بهدوء وبشكل لائق، لأني عانيت في طفولتي من مواقف مخزية أتذكرها حتى الآن ولا أستطيع نسيانها، فما السبيل لكي أتخلص منها؟ من جهة أخرى يا سيدة نور فإني لا أغفر لنفسي الأخطاء التي أقع فيها حتى لو كانت بسيطة، هذا ما يجعلها تعشعش في رأسي ولا تفارقه فلا أقوى على نسيانها، مما يجعلني ألوم نفسي، أما الأمر الثالث الذي يعكر صفو حياتي، عدم القدرة على كتمان الأسرار الشخصية. فماذا أفعل لأتحلى بعكس هذه الصفات، أو بالأحرى المنغصات التي منعتني من العيش في سلام. إبراهيم/ خنشلة الرد: من رحمة الله سبحانه وتعالى ولطفه بالإنسان نعمة النسيان، نسيان الذكريات المؤلمة والأحداث غير السارة لكي تستمر الحياة وتتقدم. أما التركيز على السلبيات والألم والإستمرار في جلد الذات، فلن يجلب سوى التعاسة والشقاء وعدم إنجاز شيء يذكر، فلكي ننسى ذكرياتنا المؤلمة يجب اعتماد النسيان المقصود، وهو ترك هذه الذكريات وعدم التّفكير باستعمال الإرادة، ولا بد أن نكون على قدر عال من مراقبة الذات، بمعنى كلما ظهرت هذه الذكريات إلى الذهن، قمنا بتوقيفها فورا وعدم التفكير فيها وعدم الاسترسال والتفاعل معها. من المفيد أن يلوم الإنسان نفسه ويحاسبها عن الأخطاء التي وقع فيها، ولكن ليس بهدف اللوم في حد ذاته، بل بهدف الاستفادة من أخطائه وعدم الوقوع فيها مرة ثانية إذن اللوم يكون للتعلم وليس لجلد الذات، ولا تنس أن كل بن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون. ذكرت أنك لا تستطيع أن تحتفظ بأسرارك الشخصية، وهنا ألفت نظرك إلى الحكمة القائلة إذا كان صدرك عن كتمان سرك ضيق، فصدر الذي تستودعه سرك أضيق، وهناك أمر آخر يدعوك لكتمان أسرارك، وهو أن يكون لديك وعي وإدراك جيد بالنتائج السلبية المترتبة على إفشائك لأسرارك. ردت نور