كشف مصدر أمني مطلع ل'' النهار''؛ أن قاضي التحقيق بالغرفة الأولى لدى محكمة الجنح ببئر مراد رايس، قد باشر منذ شهر جوان المنصرم، التحري في ملف تورط فيه إرهابيون استفادوا من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، ينحدرون من براقي وشخصان آخرين خططوا لسرقة منزل مجوهراتي ببئر خادم بالعاصمة. حيث تمكنوا بعد الهجوم على بيت الضحية من الإستيلاء على كمية كبيرة من المجوهرات ومبالغ مالية، وجاء هذا بعد تقييد أفراد الأسرة بالأشرطة اللاصقة. وأفاد ذات المصدر؛ أن مجموعة إرهابية أخرى كانت تنشط مع المتهمين، واستفادوا هم الآخرين من العفو، يعملون على إطلاق سراح هؤلاء الإرهابيين التائبين وتعطيل مجريات التحقيق. ويضيف أن المتهمين ''ر، م'' البالغ من العمر 33 سنة و ''ر،ر'' صاحب39 سنة، إضافة إلى المكنّى ''حميميد'' البالغ من العمر 30 سنة، والمتهم الرابع ''و، عبد الحكيم'' الذي تجاوز سنه 57 سنة، نسبت إليهم جناية تكوين جماعة أشرار لارتكاب جناية السرقة باستعمال العنف، مع توافر ظرف التعدد وحجز أشخاص دون وجه حق، والتي راحت ضحيتها عائلة ''ع،ا ''البالغ من العمر 76 سنة مجوهراتي، بعد التحقيق فيها على مستوى المحكمة الإبتدائية. وقائع القضية حسبما جاء في محاضر سماع الأطراف التي تحصلت ''النهار'' على نسخة منها، تعود إلى شهر جانفي الماضي، عندما راودت المتهم ''ر،م'' فكرة سرقة بيت الضحية الذي يعرفه عن طريق زوج خالته، يشتغل في محل المجوهرات الكائن ببلوزداد، وبعد التخطيط للعملية، اتصل بمجموعة من معارفه وهم ''ر،ر''،''ك،أ''،''و،ر'' من بينهم الإرهابيان التائبان، وعرض عليهم الفكرة، وأكد لهم أنّ الضحية غني وصاحب ثروة، ليتفق المتهمون على تنفيذ العملية بتاريخ 14 فيفري المنصرم، أين دخل الشّركاء حوالي السّادسة والنصف صباحا فيما بقي ''ر،م'' في انتظارهم على متن سيارة، استعارها من صديقه، مضيفا الضّحية رب العائلة سرده للوقائع، حيث أنّه عندما كان متواجدا بالطّابق الأول في بيته، وسمع صراخ ابنته ''أ'' فاتجه مسرعا إلى مصدر الصوت للإستطلاع، حيث اعترض طريقه شخص ملثم، ضربه بلكمتين أسقطته أرضا، في حين قام مرافقه بوضع رجليه على عنقه، حينها بدأ أحدهم يصرخ شرطة شرطة، مما جعل المتهم الثالث المدعو ''و،ع'' يمسك ابنته التي كان فمها ينزف دما، وتم اقتيادهم إلى الطابق العلوي رفقة زوجته أيضا، وهناك أرغم الضحية على تسليمهم الأموال المتواجدة بالبيت تحت وطأة التهديد، حيث خضع رب العائلة للأمر وفتح الخزنة الحديدية التي كانت تحتوي على 7 ملايين سنتيم، و19 ألف أورو، بالإضافة إلى مجوهرات زوجته وبعض أفراد عائلته والمقدرة بمليار سنتيم بعد أن قاموا بتكبيل أيديهم وأرجلهم بواسطة شريط لاصق، كما أن المتهمين استولوا على الهاتف النقال الخاص بالعائلة الضحية والفرار على متن سيارته من نوع ''ڤولف''، بعد توجيه لهم تهديدات بالإعتداء في حال ما إذا بلغوا الشرطة. من جهة أخر إلى؛ فقد أكدّ مصدرنا أن المتهم ''ر،م'' اعترف بالتهم المسندة إليه، وأكد أن نيته كانت إنسانية، بعد أن حاول استرداد حق زوج خالته الذي سلب من طرف المجوهراتي الضحية، كما اعترف باقي المتهمين بما نسب إليهم، مشيرا المتهم ''ر،ر'' أثناء إدلائه بتصريحاته أمام الضبطية القضائية أنه أخذ مبلغ 34 مليون سنتيم نصيبه من الغنيمة، فيما تحصل ''حميميد''على مبلغ 60 مليون سنتيم و''و،ع'' على مبلغ مالي بقيمة 70 مليون سنتيم. للإشارة فقد تمكنت مصالح أمن بئر خادم من الإطاحة بالشبكة بعد خمسة أشهر من الواقعة، وتم تقديمهم أمام وكيل الجمهورية ببئر مراد رايس، الذي أمر بإيداعهم رهن الحبس المؤقت، ولا تزال التحقيقات جارية في القضية.