قال الرئيس المصري حسني مبارك لشبكة ايه بي سي التلفزيونية الاميركية انه يود مغادرة السلطة لكنه لا يستطيع خشية ان تنتشر "الفوضى" عندئذ في البلاد، بينما نفى نائبه قطعا ان يكون مؤيدون للحكومة اطلقوا النار على المتظاهرين. وقال مبارك "ضاق ذرعي من الرئاسة وارغب بمغادرة منصبي الان" لكن "لا يمكنني ذلك خوفا من ان تغرق البلاد في الفوضى" على ما نقلت عنه مراسلة ايه بي سي كريستيان امانبور بعد مقابلة معه استمرت 30 دقيقة في القصر الرئاسي بالقاهرة الذي احاطت به قوة كبرى من الجيش لحمايته. وفي مقابلة منفصلة مع عمر سليمان، نفى نائب الرئيس ان يكون عناصر موالون للحكومة قتلوا محتجين في الاضطرابات التي تجري وقال باصرار "لقد احسنوا التصرف". وردا على سؤال عن اطلاق النار على المحتجين الذين تجمعوا في ميدان التحرير في القاهرة، قال سليمان باللغة الانكليزية "لا. لم يقتل احد بالرصاص او من قبل قناصة. هذا غير صحيح اطلاقا". ويواجه مبارك الذي اعلن انه لا ينوي البقاء في منصبه بعد انتخابات ايلول/سبتمبر المقبل، ضغوطا من الولاياتالمتحدة ومن الغرب عموما للتخلي عن منصبه بعد عشرة ايام من التظاهرات الاحتجاجية ضد حكمه المستمر منذ ثلاثين عاما. لكنه قال انه ابلغ نظيره الاميركي باراك اوباما "انكم لا تفهمون الثقافة المصرية ولا ما سيحدث ان استقلت". واكد ان الحكومة ليست مسؤولة عن العنف في ميدان التحرير في القاهرة وحمل جماعة الاخوان المسلمين مسؤوليته. وجرت صدامات عنيفة الاربعاء والخميس في ميدان التحرير بوسط القاهرة بين مؤيدي مبارك ومعارضيه اسفرت عن سقوط ثمانية قتلى على الاقل ومئات الجرحى. ونقلت امانبور عن مبارك قوله في المقابلة التي استمرت ثلاثين دقيقة انه "مستاء جدا من احداث الامس. لا اريد ان ارى المصريين يتقاتلون فيما بينهم". وقالت الصحافية الاميركية ان مبارك "قال لي ان العنف الذي شهدناه في ساحة التحرير في الايام الاخيرة اثار قلقه لكن حكومته ليست مسؤولة عنه". من جهته، قال عمر سليمان ان القوات المصرية "لن تستخدم العنف" ضد المتظاهرين. واضاف "لكننا سنطلب منهم العودة الى بيوتهم وسنطلب من اهاليهم دعوتهم الى العودة الى بيوتهم". وجرت المقابلة في قاعة الحفلات في القصر الرئاسي في القاهرة بحضور نجل الرئيس المصري جمال مبارك. وقال مبارك "لم اكن انوي الترشح ولم اكن انوي تنصيب جمال رئيسا بعدي". وتابع انه شعر بالارتياح بعد خطابه الى الشعب المصري الجمعة الذي اعلن فيه انه لن يترشح الى الرئاسة مجددا. وقال "لا يهمني ما يقوله الناس عني. ما يهمني الان هو بلادي، مصر تهمني". وردا على سؤال عن شعوره الآن، قال "اشعر انني قوي. لن اترشح مجددا وساموت على ارض مصر". واوضحت كريستيان امانبور انها بحثت ايضا مع نائب الرئيس المصري عمر سليمان مخاطر تدخل الجيش ضد المتظاهرين. وقالت "طرحت عليه السؤال عدة مرات وفي كل مرة كان يجيب: لن نسمح ابدا باللجوء الى القوة ضد الشعب". واضافت ان مبارك وسليمان "يعتقدان انها لبيا مطالب الشعب". وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الخميس نقلا عن مسؤولين في ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما ودبلوماسيين عرب ان الولاياتالمتحدة بحثت مع مسؤولين مصريين في استقالة مبارك فورا ونقل السلطة الى حكومة انتقالية برئاسة عمر سليمان. وكتبت نيويورك تايمز ان الهدف من قيام حكومة انتقالية برئاسة سليمان هو الحصول على دعم الجيش المصري. ولم يشأ المتحدث باسم البيت الابيض تومي فيتور في اتصال مع وكالة الأنباء الفرنسية تاكيد الخبر. لكنه صرح ان "الرئيس قال ان الوقت حان للبدء بعملية انتقالية سلمية ومنظمة وذات مغزى تترافق مع مفاوضات ذات مصداقية وتضم الجميع". وتابع فيتور "بحثنا مع المصريين عدة طرق لدفع هذه العملية قدما، لكن يجب ان يأخذ الشعب المصري كل هذه القرارات".