شكّل أكثر من 15 صيادا ومالكي سفن للصيد، شبكة لتموين الجماعات الإرهابية ببومرداس وعين تيموشنت بالمتفجرات، بعد شراء هؤلاء لكميات معتبرة واستعمالها في الصّيد البحري، مع إمداد الإرهابيين بكميات ثانية، لاستغلاها في صنع الأحزمة النّاسفة وتفخيخ السّيارات. وكشفت التّحقيقات التي باشرتها مصالح الأمن في ماي 2009، عن نشاط ثلاثة أشخاص بزموري، لفائدة جماعة إرهابية، من خلال التّنسيق مع أشقائهم المتواجدين بالجبال وعائلاتهم، وكذا تقديم معلومات عن تحرّكات مصالح الأمن. المتهم الرّئيسي عمل سائقا لمنفذي عملية اغتيال رئيس الفرقة المتنقلة للشّرطة القضائية بزموري صرّح المتهم الأول ''ر.أ'' عند سماعه؛ أنّه شارك في تمويل الجماعة الإرهابية المسلّحة التّابعة إلى سرية الأرقم المنضوية تحت لواء الجماعة السلفية، تحت إمرة الإرهابي'' قوري عبد المالك''، المكنى خالد عبد الرحمان، وذلك منذ فيفري 2009، حيث كان أول لقاء له بهم عن طريق أخيه الإرهابي المكنى عبد الرحمان أمام مقر سكناه، حيث كان هذا الأخير رفقة مجموعة إرهابية مسلحة، أين طلب منه أن يتهيأ للعمل لفائدة الجماعة المسلحة، فسلمهم رقم هاتفه وتسلم رقم أخيه، وطلب منه هذا الأخير أن يشتري لهم بعض المأكولات، فتوالت اللّقاءات بينه وبين عناصر الجماعة الإرهابية عدّة مرات وبعدّة أماكن، كما كان يؤمّن لهم ما يحتاجونه، عن طريق إرسالهم رسائل نصية قصيرة، مقابل مبالغ مالية معتبرة كانت تتجاوز 10 آلاف دينار في كل مرّة، حيث كان يشتري لهم المواد الغذائية من محلات مختلفة، حتى لا ينكشف أمره، كما أمّن لهم ماكنة خياطة بلوازمها، ليقوم بنقل الجماعة الإرهابية من منطقة تواجدهم إلى مناطق تنفيذ الإعتداءات الإرهابية، ثم يعاود إجلاءهم بعد الإنتهاء من منطقة الإعتداء نحو مناطق آمنة، باتخاذ مسالك خالية من الحواجز الأمنية، كما شارك في عملية نقل تسعة إرهابيين، بعدما طلب منه أخوه الإرهابي ''ر.محمد'' المكنى عبد الرحمان؛ أن يحضر سيارته وكمية كبيرة من الأدوية إلى الجسر الكائن بين الثنية وتيجلابين، لنقلهم إلى غابة حي اللوز بعد انتهائهم من الإعتداء الإرهابي الذي تم في زموري يوم 2 ماي 2009 ، والذي راح ضحيته ''تواتي محمد طه حسين'' المدعو الطاهر؛ رئيس الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية لزموري ونائبه، فيما أصيب الثالث بجروح خطيرة، كما تكفل بتسليم مبلغ 72آلأف دينار للإرهابي المقضي عليه ''ح .مراد'' المكنى نوح. شقيق الإرهابي شعيب زود الإرهابيين بمعدات لصناعة المتفجرات أمّا المتهم الثاني''ت.خ'' وهو صياد، فقد اعترف أنّه كان يتعامل مع الجماعات الإرهابية المسلّحة الناشطة على مستوى زموري، وبالخصوص مع أخيه ''ت.أحمد'' المكنى شعيب والإرهابي عبد الرحمان منذ 2008، عندما توقف عن العمل بميناء بوزجار في عين تموشنت، والذي قضى به 4 سنوات في صيد السّمك باستعمال مواد متفجرة ''ديناميت''، رفقة صيادين آخرين؛ هم ''ه. س''، ''ه. ف''، ''ه. م''، ''ب.ن''، ''ب.ع''، ''إ.ب''، ''ب.ل''، ''ب.م''، ''ي.ر''، ''ي .ع''، ''ب.س''، كما صرح نفس المتهم؛ أنّ أول لقاء له بالجماعات الإرهابية كان في سنة 2008 ، بناء على اتصال بينه وبين أخيه الإرهابي شعيب، وعند ملاقاته؛ كان هذا الأخير رفقة إرهابي مجهول الهوية فسلمه مبلغ 100 ألف دينار كمساعدة، وبعد 10 أيام اتصل به شقيقه يطلب منه تأمين بعض الأغراض التي تستعمل في صنع القنابل التقليدية وبكميات معتبرة، متمثلة في 50 متر خيط كهربائي، 30 بطارية و50 صنارة ومواد غذائية وسلمها لإرهابي لا يعرفه ببني عمران، واستلم5000 دينار. كما اعترف المسمّى ''ت.خالد''؛ أنّه في نفس الأسبوع تلقى اتصالا هاتفيا من أخيه الإرهابي أحمد المكنى شعيب، هذه المرّة طلب منه شراء 10 بطاقات تعبئة للهاتف النّقال، وبعدها زودهم ب 3 بطانيات، كما أضاف بأنّه يعرف 13شخصا يقدمون يد العون والمساعدة للجماعة الإرهابية المسلحة الناشطة على مستوى ولاية بومرداس، من بينهم ثلاثة قصر. جماعات إرهابية تطالب مالكي السّفن بدفع جزية لتمويل خزينتهم كما أضاف المتهمون أنّ العناصر الإرهابية كانت تحصل على المبالغ المالية من أصحاب الزوارق البحرية التي تنشط على مستوى موانئ زموري، دلس وتڤزيرت، حيث تتصل العناصر الإرهابية بأصحاب الزوارق عن طريق عناصر الدّعم، حيث تحدّد لهم المبالغ الواجب دفعها والمواعيد، كما اكتشف وجود علاقة بين أصحاب الزّوارق الذين يستعملون المواد المتفجرة في عمليات الصّيد، وأصبحوا فيما بعد يصدرون جزء من المواد المتفجرة لفائدة الجماعات الإرهابية، حتى تستعملها في صنع الأحزمة الناسفة، وتفخيخ المركبات وكذا القنابل المغروسة على مسالك مؤدية لمخابئ الإرهابيين، حيث يتم جلب المواد المتفجرة من موانئ الغرب وتحديدا من ميناء بوزجار بعين تموشنت، فيما يتم جلبها من السوق السوداء من المغرب عن طريق التهريب. كما صرّح الثّاني؛ أنّ 01متهمين كانوا يقومون بالتنقل إلى بوزجار عبر سفن بحرية، لشراء المتفجرات''تي.أن.تي'' لاستعمالها في صيد الأسماك، ثم يجلبون ما تبقى منها إلى زموري، وعلى هذا الأساس اعترف المتهمين وهم مالكي سفن وعمالهم، أنّهم كانوا يشترون المواد المتفجرة من بوزجار وتحديدا من بارون التجارة في المتفجرات ''ب.ح. بارودي'' وذلك بوساطة ''ب.أ''، ومن ثم يشتريها ''ي.ر''، ليسلمها ل ''ه. س''، الذي يقوم بدوره بتوزيعها على سفنه. ونفس الشّيء لمالكي سفن آخرين؛ وهما ''ب .ي'' و''م.أ''. فيما نفى مالكو السفن، تمويل الجماعات الإرهابية بمبالغ مالية سوى أحدهم الذي أكدّ أنّه دفع فدية في2007، إلاّ أنّه بلّغ فورا عن ذلك.