هدّد الشاعر والمنشّط بلقاسم زيطوط باللجوء إلى الإعتصام بدار الصحافة والدّخول في إضراب مفتوح عن الطعام، في حال لم تتغير سياسات التلفزيون الجزائري تجاه المبدعين والإعلاميين ''المحڤورين''، محمّلا مديري التّلفزيون والإنتاج مسؤولية عرقلة مشاريعه التي وضعها أمام لجنة القراءة، في الوقت الذي ناشد رئيس الجمهورية التدخل لتوقيف سمّاه ب ''الفساد المتفشي في مبنى التلفزيون الجزائري''، من رداءة وإساءة للذوق العام. ناشد الشاعر والإعلامي المعروف، بلقاسم زيطوط رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، التّدخل الفوري للقضاء على ''بيروقراطية التلفزيون ومحاباة بعض المسؤولين فيه، مع ترسيخ الرداءة والإساءة للذّوق العام''، مخاطبا الرئيس بالقول:''لأنّني لا أثق إلاّ في سيادتكم، هذه إستغاثة من إعلامي أوصدت الأبواب في وجهه دون وجه حق، مع أنّني من الإعلاميين الذين عملوا بالتّلفزيون في العشرية السّوداء، وفي السنوات التي هرب فيها الكثيرون إلى الضفة الأخرى وبقي الوطنيون. فقدمت إبتداء من سنة 98 عديد البرامج ''أصوات واعدة'' ، ''عبير الذكريات''، ''أشواق''، ''صباحيات'' ، ''ليالي الجزائر'' وغيرها''. ولخص زيطوط في حديثه مع ''النهار'' المشكل الذي يعاني منه قائلا:'' منذ شهر جانفي الماضي، وأنا أحاول لقاء المدير العام للتلفزيون أو مدير الإنتاج لكن لا حياة لمن تنادي، وكل ما حصل أنّني وعلى ضوء المناقصة التي طرحها التلفزيون، تقدمت بثلاث مشاريع.. البرنامج الأول ''حطو الرحال'' الذي يعنى بالشعر الشعبي، موجود في أدراج المسؤولين منذ ديسمبر 2010 مع أنّه كان من إقتراح المدير العام للتلفزيون، أمّا البرنامج الثاني فكان عبارة عن سلسلة من 3حلقات، بعنوان ''تلمسان شمس الحضارة''، يعنى بمدينة تلمسان كتاريخ، شعر، بناء، عادات وتقاليد وصناعات تقليدية، يضم 13 مقطوعة غنائية، ولكن للأسف هذا المشروع الذي أشار عليه مدير التلفزيون بالموافقة، قام مدير الإنتاج بعرقلته عن طريق تأجيل تصويره، رغم أنّنا على أبواب فصل الصّيف، ما يعني إستحالة تصوير أكثر من ساعتين إلى أربعة ساعات في اليوم، بسبب الحر، وبسبب أيضا أنّ فرقة تقنية من الفرق الثّلاث التي كان يفترض أن تنجز السلسلة، تفرغت لتصوير مسلسل ''دار أم هاني''، ولأنّه استحال أن نصور بفرقتين تقنيتين لوجود ثلاثة مخرجين، توقف مشروع السلسلة التي كان سيشارك في أداء مقطوعاتها مريم وفاء، محمد فؤاد ومان، يوسفي توفيق وجهيدة، وقد استغرقنا في تنفيذ هذه المقطوعات شهرين كاملين بدار الإذاعة''. واسترجع الشاعر بلقاسم زيطوط أنفاسه قبل أن يضيف:'' البرنامج الثالث كان بعنوان ''نجوم الحظ''، من 25 حلقة كل أسبوع، وكان هذا الأخير سيدرّ أموالا طائلة على التلفزة، لأنّه يقوم على المسابقة بالSMS ويكرم شخصيات كثيرة في مجال الكتابة، التلحين، التمثيل، والغناء''، ليتساءل المتحدث من جهة أخرى قائلا:'' كيف لأكبر مؤسسة إعلامية في البلاد، لا توجد على مستواها طريقة أو صيغة للإتصال بمسؤوليها، كما أنّ أعضاء لجنة القراءة فيها غير معروفين، ناهيك عن غياب سلم تقييم واضح للأجور ومديريات تهتم بالفنان، فمع من تتحاور ومن يستقبلنا؟''. واختتم بلقاسم زيطوط كلامه بالتأكيد على أنّه يملك مشاريع لبرامج أحسن من الموجودة حاليا وبأقل تكلفة، وأعطى المتحدث مثالا حيا عن حالة التسيب التي تعشش في التلفزيون، بالقول ''تصوروا هناك فنانا سجل أغنية من التراث الوطني، تقاضي عليها 45 مليون سنتيم، ولم تبث ولن تبث لرداءتها؛ صوتا وأداء، كما أتساءل أين برامج الأطفال وأعلام الجزائر من مثقفين ومفكرين وسياسيين؟ ولماذا أضحت البرامج الرياضية كلها مختصرة في كرة القدم، وكأنه لا توجد رياضات أخرى في بلادنا!! ولهذه الأسباب المجتمعة؛ أناشد رئيس الجمهورية وأقول له إرحمنا من المحاباة والرداءة والإساءة للذوق العام''.