اعتبر رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الجزائر محمد صغير باباس ان الجلسات العامة للمجتمع المدني التي افتتحها الثلاثاء تشبه "ربيع الثورات العربية". وقال محمد صغير باباس "نحن نعيش ربيع الثورات العربية" مؤكدا ان "جلساتنا اليوم شكل من اشكال الربيع العربي في فضاء مفتوح". وقال ان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ينتظر نتائج التوصيات والاقتراحات التي تخرج بها هذه الجلسات معتبرا ان "على المجتمع ان يعبر عن انشغالاته بصوت مرتفع". وافتتحت الثلاثاء الجلسات العامة للمجتمع المدني بقصر المؤتمرات غرب الجزائر العاصمة، بمشاركة اكثر من الف ممثل عن القطاعات المهنية والاجتماعية، لكن الكثير من المقاعد ظلت شاغرة في قاعة المؤتمرات بسبب رفض العديد من الجمعيات المدنية المحسوبة على المعارضة المشاركة، على غرار الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان. وتجري الجلسات العامة للمجتمع المدني على مدى ثلاثة ايام بالتوازي مع مشاورات الاصلاح السياسي التي بدأت في 21 ماي تمهيدا لتعديل الدستور وقوانين الاحزاب والانتخاب والاعلام. وقال باباس ان بوتفليقة "يدعم كل المبادرات الصادرة من المجتمع المدني وينتظر توصياته كما ينتظر توصيات هيئة المشاورات السياسية". وعلى المستوى الدولي حضر جلسة الافتتاح رئيسة مفوضية الاتحاد الاوروبي بالجزائر لورا بايزا ورئيس الجمعية الدولية للمجالس الاقتصادية والاجتماعية انطونيو مارزانو ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للاتحاد الافريقي اكيري مونا ورئيس منتدى كرانس مونتانا بول كارتورو. وتحدثت لورا بايزا باسم رئيس اللجنة الاقتصادية والاجتماعية الاوروربية ستافان نيلسون، واكدت ان الاتحاد الاوروربي بصدد مراجعة سياسته مع دول المغرب العربي تماشيا مع المعطيات الجديدة. وقالت بايزا "الشراكة الاوروبية مع دول الجوار ستكون مبنية على المسؤولية المتبادلة وتمسكنا باحترام مبادئ حقوق الانسان والديمقراطية". ومن جانبه ركز انطونيو مارزانو على احترام الديمقراطية وقال ان "الشباب ينزلون الى الشارع للمطالبة بالعمل والديمقراطية". واضاف "لا يمكن ان نصدر الديمقراطية بل يجب ان تنبع من اختيار الشعب". وتهدف الجلسات العامة للمجتمع المدني الى فتح المجال امام جميع الاطراف المتنوعة والمكونة للمجتمع المدني بما في ذلك الاطراف التي كان لها "دور محدود او مغيب" بحسب ما جاء في وثيقة تقديم التظاهرة. واعتبرالمفكر مصطفى شريف في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية ان "التنوع في المجتمع المدني ثروة وهذه فرصة لتبادل الاراء وسماع بعضنا البعض". واضاف الوزير والديبلوماسي السابق "انا واثق من ان الجزائر بتجربتها وثرواتها ستتقدم اكثر نحو ما اسميه تثمين المجتمع المدني بصفة بناءة". وتعيش الجزائر منذ بداية السنة موجة من الاضرابات والاحتجاجات للمطالبة برفع الاجور وتوفير فرص العمل ولكن ايضا للمطالبة بتغيير النظام.