لا نزال ندعم ترشح الجنرال ميشال عون لرئاسة لبنان كشف الشيخ حسن عز الدين المسؤول السياسي لمنطقة الجنوب لحزب الله عن خلفيات و أبعاد الأزمة التي تعرفها لبنان منن جراء الفراغ الدستوري الحاصل بعد انتهاء عهدة الرئيس اميل لحود مشيرا في حوار ل"النهار" بأن حزب الله لا يزال يدعم ترشح الجنرال ميشال عون لمنصب الرئاسة و أن المعارضة لا تعترف بما تقوم به حكومة السينيورة و تطالب بحل توافقي لإخراج لبنان من الانسداد السياسي الحالي. كيف تقرءون الوضع الحالي في لبنان خاصة بعد انتهاء عهدة الرئيس اميل لحود؟ نحن نعتقد بأن المخرج الصحيح و السوي لهذه الأزمة و الانقسام السياسي الحاصل على الساحة يكمن في التوصل الى انتخاب رئيس جمهورية جديد بالتوافق بين اللبنانيين , و بالتالي فان هذا المسعى سيسمح بالخروج بحكومة وحدة وطنية , نسعر من خلالها بأن كافة الطوائف ممثلة في مسار القرار السياسي , أما غير ذلك فاننا نعتقد بأننا سنكون أمام مأزق حقيقي تغذيه الادارة الأمريكية عن طريق أدواتها التي ما تزال تمعن في الاستفراد بالقرار . لكن كيف تفسر مثل هذا الوضع ؟ بعد حصول الفراغ تحاول بعض الأطراف أن تغتصب الصلاحيات و بالنظر لتركيبة لبنان المعقدة و المتعددة خاصة من جانب المسيحيين فاننا نرى بأنه لا يحق لحكومة السينيورة أن تناقض عملهعا وة تتجاوز صلاحياتها و عليه فاننا كمعارضة نعتبر بأن عملها باطل و كل ما تقوم به غير معترف به لأنها حاليا تشكل عامل استفزاز لشريحة كبيرة من اللبنانيين و عملها بعيد عن الحلول التوافقية. ما هي خلفية موقف المعارضة من الحكومة اللبنانية؟ ان آخر أفعال الحكومة الحالية هو قرارها الذهاب باسم لبنان للمشاركة في قمة أنابوليس و نحن كمعارضة و كمقاومة لبنانية نعتبر بأنه ليس من صلاحية الحكومة اتخاذ مثل هذه القرارات لأن الأمر يتعلق بقضية وطنية يجمع عليها كافة الأطراف بالتوافق و هذه الخطوة تؤكد اذعان الحكومة للاملاءات الأمريكية و هو عامل يمكن أن يشكل انقساما جديدا, فنحن أمام أمر واقع لحكومة السينيورة لكننا كمعارضة سنواجه الأمر وفقا للأطر الدستورية . كيف تقيمون المقترحات التي تقدم بها الجنرال ميشال عون ؟ مقترحات ميشال عون تشكل في نظرنا مخرج للأزمة السياسية الحالية فقد قدم عون مقترحات واقعية تشمل اختيار اسم الرئيس من خارج التيار الوطني الحر أي من خارج حزبه و مقابل ذلك يكون رئيس الحكومة من خارج تيار المستقبل , كما شملت مقترحاته قضية سلاح المقاومة التي ترغب عدد من الأطراف في نزعه و حل المقاومة بالطرق السلمية و كيفية المشاركة في الحكومة و نسبة المشاركة بين القوى الفاعلة و كيفية تكوين المجلس النيابي فضلا عن قيادة الجيش . لكن لماذا رفضت هذه المقترحات من قبل قوى 14 آيار و الحكومة؟ القوة الرافضة استجابت في نظرنا للاملاءات الأمريكية و نعتقد بأنه في ظل غياب أي توافق فاننا سنرهن الحل في لبنان و إمكانية الخروج منها ضئيلة, فالإدارة الأمريكية لا تزال تخطط و تضخ لبنان بمقترحات و تخص بها بعض اللبنانيين لتأليبهم على الآخرين و تتدخل في شؤونه الداخلية و هذا أمر يزيد و يؤجج من الأزمة. و ماذا عن الإجراء الذي اتخذه الرئيس ايميل لحود بخصوص فرض حالة الطوارئ؟ الإجراء المتخذ قانوني و دستوري و كان الهدف منه الحفاظ على السلم و الاستقرار و قد أوكل الى الجيش اللبناني لكن هذا الأمر لا يغير من وضع الانقسام الحاصل و نعود للتأكيد بأن المخرج يكمن في الوصول إلى حل توافقي و إلا فان الاستمرار في الانقسام ستكون عواقبه وخيمة. أعلنتم عن دعمكم لترشح ميشال عون ألا يزال حزب الله عند موقفه؟ بالطبع لا يزال حزب الله عند موقفه في تدعيم مرشحه ميشال عون و نرى بأنه لا يمكن تجاوزه في أي توافق و إلا فإننا سنجانب التفاهم و التوافق . و ماذا عن الحكومة و ما هي الخطوات التي ستقوم بها المعارضة في حالة الاستمرار في الانسداد؟ إذا ما تم تجاوز حكومة السينيورة لأدائها السياسي و حدود تصريف الشؤون السياسية و مجال الصلاحيات المخولة إليه فان المعارضة ستقوم بحركة لمنعه من تحقيق مراميه و أهدافه. لماذا لم تنجح المساعي و المبادرات الدولية خاصة الفرنسية؟ ستدرك المساعي الدولية بأن هنالك خلل في الصيغ المقترحة لأن هنالك مساعي لابعاد الشيعة و الموارنة المسيحيين و هذا الأمر يشكل عامل ضغط على الفاتيكان و على فريق السينيورة و يحرج أيضا حلفائه في الحكم لأن موقع الرئاسة يجب أن يكون محل توافق و يجب أن يكون محل اتفاق بين كافة الأطراف و لا يمكن أن يستبعد الشيعة و الموارنة المسيحيين في اختيار الرئيس اللبناني المقبل.