في الوقت الذي يقضي التلاميذ عطلتهم الصيفية في ممارسة التجارة 'لجمع المال' تحضيرا للدخول المدرسي، الملفت للانتباه هو أن 90 من المائة من التلاميذ يقضون عطلهم بداخل المنازل، بين قضاء ساعات في النوم و مشاهدة التلفاز، فيما اعتبرت نقابات التربية الأولياء أصبحوا يفكرون فقط في 'قوت العيش'، ولا يفكرون إطلاقا في شيء اسمه 'عطلة صيفية'، نظرا إلى تدني المستوى المعيشي. أوضح عمراوي مسعود الأمين الوطني المكلف بالإعلام و الاتصال بالاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، في تصريح ل'النهار'، بخصوص العطلة الصيفية والتلاميذ، بأنّ هناك ثلاث فئات من التلاميذ؛ فئة التلاميذ الذين يقضون عطلتهم الصيفية في منازلهم ولا يغادرونها إلا عند اليوم الأول من الدخول المدرسي، باعتبار الظروف الاجتماعية للأولياء جد صعبة والمستوى المعيشي متدني، ومن ثم لا يمكنهم ضمان 'عطلة مريحة' لأبنائهم، وأما الفئة الثانية من التلاميذ، وهم ميسوري الحال الذين يقضون عطلتهم الصيفية في الاستجمام على شواطئ البحر، سواء داخل الوطن أو حتى خارجه، غير أن الفئة الثالثة من التلاميذ وهم الذين يقضون عطلتهم الصيفية في رحلة البحث عن عمل لجمع المال والتحضير للدخول المدرسي، خاصةأمام تدني المستوى المعيشي لأوليائهم متدني، ومن ثم تجدهم يجهدون أنفسهم طيلة ثلاثة أشهر في ممارسة مهن مختلفة، لاسيما مهنة التجارة لعلهم يستطيعون جمع ولو القليل من المال -يضيف محدثنا-. وأشار مسؤول الإعلام والاتصال، أن التلاميذ الذين لا يستغلون عطلتهم الصيفية في الاستجمام، فإنك تجدهم غير مهيئين لاستقبال دخول مدرسي جديد، على أساس أنّ بقاءهم شهور في المنزل من دون ممارسة؛ أي نشاط ترفيهي يؤثر سلبا على نفسيتهم وعلى مردودهم التربوي. ومن جهته أكد مسعود بوديبة، الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال بالمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني' الكناباست'، في تصريح ل'النهار'، أن أغلب التلاميذ يقضون عطلهم الصيفية بالمنازل، نظرا لتدني المستوى المعيشي لأبنائهم، فتجدهم يقضون معظم وقتهم في مشاهدة التلفاز أو النوم إلى غاية انتهاء العطلة واستئنافهم للدراسة، لأنهم لا يملكون فرصا للترفيه، خاصة في ظل انعدام المكتبات للمطالعة، مشيرا في ذات السياق؛ بأن 'العطلة' ليست فرصة للخلود للراحة و الاستجمام فقط، وإنما فرصة ثمينة لكي يكون التلميذ نفسه ويجدد معلوماته بالمطالعة. إلا أن هناك فئة أخرى من التلاميذ ممن أسعفهم الحظ في التمتع بزرقة البحر، نظرا لتواجد سكناتهم بالقرب من شواطئ البحر. وأوضح مسعود بوديبة، بحكم احتكاكه بالتلاميذ في الطور الثانوي، أن التلاميذ الذين لا يستغلون عطلتهم الصيفية و يقضونها في المنازل، تجدهم عند كل دخول مدرسي غير مرتاحين كما ينبغي، نظرا لأنّهم وطيلة ثلاثة أشهر كاملة لم يقوموا بتجديد أفكارهم وحياتهم، مؤكدا أن بقاءهم محبوسين بالمنازل يؤثر مباشرة على نفسيتهم، وحتى على مردودهم التربوي الذي يظهر جليا في نتائجهم و معدلاتهم. جمعية أولياء التلاميذ: ''تلاميذ يقضون عطلتهم نياما تحت ظلال الأشجار أوضح أحمد خالد رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ، في تصريح ل'النهار'؛ أن نسبة 90 من المائة من التلاميذ يقضون عطلتهم الصيفية بالمنازل، خاصة في ظل انعدام كلي لدور ثقافة مهيكلة ومحترمة، أين يمكن للتلميذ الترفيه عن نفسه وحتى ملاعب جوارية وحمامات للسباحة، مشيرا إلى أن هناك بعضا منهم يقضون أوقاتهم في النوم تحت ظلال الأشجار، للاستمتاع على الأقل بنسمة منعشة في صيف حار. وفي نفس السياق؛ أكد رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ، أن هيئته قد قدمت مقترحا في السنوات الماضية لوزارة التربية، والذي تضمن ضرورة تنظيم رحلات لفائدة التلاميذ خلال عطلة الصيف من الشمال إلى الجنوب و العكس، غير أنّ المقترح ظل حبيس وزارة التربية ولحد الساعة لم يتلقوا أي رد. وأشار محدثنا بأن هناك فقط بعضا من جمعيات أولياء التلاميذ التي تسعى سنويا للتكفل بتنظيم رحلات للتلاميذ بأموالها الخاصة، باعتبار أنّها ورغم الطلبات العديدة التي قدمتها للعديد من المتعاملين الخواص ورجال الأعمال بغية الحصول على الدعم، إلا أن ولا متعامل واحد قبل تقديم الدعم.