عمد العديد من الأميار عبر مختلف مناطق الوطن إلى الهرب والاختفاء عن الأنظار، بعد الاحتجاجات الأخيرة التي رافقت توزيع السكنات الاجتماعية، أين لجأوا إلى الهرب بعد عملية نشر القوائم الاسمية للمستفيدين، تفاديا لأي رد فعل عنيف قد يصدر من قبل المقصيين، فهناك من اختفى لعدة أيام، ومنهم من أخذ عطلة مدفوعة الأجر ولم يظهر، في حين حول آخرون المهمة لنوابهم وممثليهم. ولجأ عدد من رؤساء البلديات إلى توكيل نوابهم وممثليهم، بتعليق قائمة السكنات في أيام العطل الجمعة أو السبت، مفضلين بدورهم الاختفاء لعدة أيام، خوفا على نفسه وحفاظا على حياته من ردود فعل المحتجين، على غرار ما اعترف به مير المدنية الذي رفض توزيع السكنات الاجتماعية في البلدية حفاظا على نفسه من موجة غضب المواطنين. في حين تفيد المعلومات التي توفرت لدى ''النهار''، بأن الأميار يهربون خوفا على حياتهم بعد الإعلان عن قوائم السكن الاجتماعي، مثلما حدث لرئيس بلدية شلغوم العيد الذي اختفى ل10 أيام، في حين لم يتمكن زميله ببلدية فرجيوة الذي احتجزه المحتجون، من الظهور فيما بعد. وبالمقابل، يلجأ العديد من رؤساء البلديات بولاية ميلة إلى ابتكار وسائل عديدة، لحماية أنفسهم من غضب الشارع إلى منح حصص واسعة من السكنات الإجتماعية للمسبوقين قضائيا والمعروفين بعدائهم وصعوبة مزاجهم الشخصي وتصرفاتهم الطائشة في الشارع العام دونما رقيب ولا لهدف إلا لحماية الأميار لسلامتهم من أي اعتداء أو إهانة قد يتعرضون لها من قبل هؤلاء، وقد تسببت تلك السلوكيات أساسا في حرمان الكثير من الأشخاص المحترمين وأبناء العائلات المتواضعة من حقها في الاستفادة من السكن، وقد علق البعض بأن ''الأميار داروها ونجحوا'' لكن الرسالة وصلت للجهات المعنية التي علم بأنها تدرس الملفات بصورة أدق وتحدد الأولويات، فيما سدد البعض الآخر من الأميار نتيجة سلوكهم المفاجئ وغير المنتظر كما هو الحال بالنسبة إلى بلدية فرجيوة التي اضطرت فيها السلطات الولائية إلى إلغاء القائمة التي كان فيها الخاسر الأكبر هو رئيس البلدية الذي تم احتجازه في مكتبه من قبل المحتجين نتيجة العديد من الأسماء المشبوهة التي ضمتها القائمة السكنية هناك. أما رئيس بلدية شلغوم العيد فقد اختفى بعد تعليق القائمة عن الأنظار لمدة عشرة أيام كاملة قبل رحيله لأداء مناسك العمرة. !-- /* Font Definitions */ @font-face {font-family:AlBayan; panose-1:0 0 0 0 0 0 0 0 0 0; mso-font-charset:77; mso-generic-font-family:auto; mso-font-format:other; mso-font-pitch:auto; mso-font-signature:3 0 0 0 1 0;} /* Style Definitions */ p.MsoNormal, li.MsoNormal, div.MsoNormal {mso-style-parent:""; margin:0cm; margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:12.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-font-family:"Times New Roman";} @page Section1 {size:612.0pt 792.0pt; margin:70.85pt 70.85pt 70.85pt 70.85pt; mso-header-margin:36.0pt; mso-footer-margin:36.0pt; mso-paper-source:0;} div.Section1 {page:Section1;} -- يبرّرون عدم استفادة كل أصحاب الملفات الكاملة ب''الكوطة قليلة'' أميار ورؤساء دوائر يجمّدون توزيع سكنات اجتماعية حفاظا على أرواحهم لجأ عدد من الأميار إلى إلغاء أو تأجيل عمليات توزيع السكنات الاجتماعية كليا تجنبا لموجة الاحتجاجات التي اجتاحت مؤخرا ولايات الوطن بسبب عملية التوزيع التي قال عنها المواطنون أنها غير عادلة مما أدى إلى اقتحام عدد من مقرات البلديات والاعتداء على الأميار. وقد شهدت أغلب ولايات الوطن خلال الأيام الماضية تصعيدا غير مرتقب من قبل المواطنين في لغة الاحتجاجات التي تحولت إلى أعمال شغب وتخريب طالت عددا من مقرات البلديات وانتهت بالاعتداء على الأميار خاصة بالولايات الكبرى على غرار عنابة، العاصمة، وهران وقسنطينة، وهو الأمر الذي جعل عددا من الأميار يعيدون حساباتهم بخصوص توزيع السكن الاجتماعي عتقا لرقابهم من غضب المواطنين، على غرار بلدية المدنية التي رفض رئيسها أي توزيع للسكن الاجتماعي لما فيها من خطورة على حياته حسب تصريحاته، مؤكدا أنه لا يمكن أن يوزع 100 سكن على 1200 طلب موجود على مستوى البلدية، وهي العملية التي صاحبتها موجة من الاحتجاجات والتخريب بديار الشمس العام الفارط، في الوقت الذي يبقى سكان بلدية سطاوالي ينتظرون توزيع السكن بمختلف الصيغ منذ 20 سنة، غير أنهم لم يحضوا حتى بنشر القائمة الخاصة بالمستفيدين مما جعل السحر ينقلب على الساحر بعدما تحول رفض المير لتوزيع السكنات إلى موجة لاحتجاجات اليومية، وإن كانت موجة الاحتجاجات تكون بسبب توزيع السكنات في عدد من الولايات فإن رفض توزيعها من قبل الأميار أصبح بمثابة سبب آخر لأعمال الشغب التي ما فتئت تندلع في معظم بلديات الوطن.