يكشف الإعلامي الرياضي '' الشهير'' حفيظ دراجي أن إنشاء قنوات خاصة، سواء أكانت رياضية أو غير ذلك، غير ممكن في 2012 كما وعد الوزير، لاعتبارات علمية وتقنية تحول دون تجسيد هاته الوعود، داعيا إلى الكف عن الكذب على أنفسنا في المقام الأول، والإصرار على تغليط السلطات العليا... ما تعليقك على القرارات الأخيرة لمجلس الوزراء والتي أقر من خلالها الموافقة على فتح قطاع السمعي البصري في الجزائر؟ التعليق السياسي أتركه للسياسيين بشأن الظرف والتوقيت، أما التعليق المهني من حيث المبدأ، فانه سابق لأوانه ويجب انتظار صدور القانون ودفتر الشروط لمعرفة توجهات ونية السلطات العمومية، وقبل ذلك، يجب أن نبدأ بفتح التلفزيون الحالي على الحساسيات المختلفة وعلى الحداثة وإعطائه النفس الجديد، من خلال تغيير جذري لتركيبته وطريقة تسييره وتعامله مع التغيرات التي يشهدها المجتمع، وذلك حتى لا يحدث له ما حدث للجرائد العمومية بداية التسعينيات، ويجب أن تعبر من خلاله السلطات العمومية عن إرادتها في عدمالتفريط في القنوات الوطنية الحالية، وعن رغبتها فعلا في التحول نحو التعددية الإعلامية والفكرية. إن الذهاب إلى فتح سمعي بصري في المستوى يمر حتما عبر فتح وتقوية القنوات العمومية الحالية وتحديثها وتكوين الإطارات والمهنيين المتخصصين هل ترى أن هاته القرارات جدية وسيتم تجسيدها أم أنها لا تعدو أن تكون سوى ضحك على الأذقان، وإذا كانت كذلك، ما هي العوامل الموضوعية والواقعية التي تحول دون ذلك؟ عندما تقرأ حديث وزير الاتصال مؤخرا، تتأكد بأننا لا نعرف بعد ماذا نريد، ولا ندري أين نتوجه، وهل نريد قنوات إذاعية وتلفزيونية خاصة أم مشتركة بين الخواص والسلطات العمومية، وهل هي قنوات متخصصة أم عمومية. كما أن الحديث عن بداية إنشاء القنوات التلفزيونية سنة 2012 غير ممكن من الناحيتين العملية والتقنية، ويجب أن نتوقف عن تغليط الرئيس والوزير الأول بشأن الأجندة، لأن القدرات الحالية لا تسمح ببث سوى قناة واحدة على التلفزيون الرقمي الأرضي tnt الذي يحتوي على 6 قنوات، خمسة منها نبث فيها القنوات الموجودة وهي الأرضية والجزائرية الثالثة وقناة الجزائر والأمازيغية وقناة القرآن الكريم. أما أن ننشئ قنوات ونطلب من أصحابها إطلاقها على القمر الصناعي، فإنه لا يساعد أصحابها وهو مكلف ويفرض عليها إعادة النظر في المضمون، بسبب قضية الحقوق وعدم قدرة الخواص على اقتناء حقوق البث الفضائي للأفلام والمسلسلات والبرامج والأحداث الرياضية، وإذا كان الأمر كذالك يجب توضيح هذه الأمور للراغبين في إنشاء قنوات مستقلة وخاصة، متخصصة أو عمومية. هل أنت مستعد للعودة إذا ما تم تجسيد هاته القرارات وأضحت على أرض الواقع، خاصة وأن حلم القناة الرياضية الجزائرية مازال حبيس أحلام أغلب الجزائريين، وما هي الشروط العملية التي تحفز دراجي على العودة؟ لا يهم حفيظ دراجي ولا طبيعة الأشخاص والمؤسسات التي ستخوض التجربة الإعلامية الجديدة، لأن الجزائر غنية بالكفاءات والمهارات ولا تشترط سوى المناخ الاجتماعي والإعلامي النقي والنزيه لإعطاء الشعب الجزائري ما يحتاجه وإعطاء الدولة الجزائرية المكانة التي تستحقها، وكل شيء متوقف على القوانين التطبيقية ودفتر الشروط. الجزائر تتوفر على طاقات إعلامية مميزة، هل ترى أننا قادرون على المنافسة عربيا لو سلمنا بتجسيد هذا الأمر على أرض الواقع؟ لست متفائلا بنسبة كبيرة، نظرا للتوجهات التي يأخذها المشروع، والجهل بالمعطيات، والكذب الذي نمارسه على أنفسنا، والتسرع الذي تتسم به الأمور، لأن الواقع يقول عكس ما يعتقد الكثير، وإنشاء قنوات خاصة أو مشتركة بين السلطات والخواص يحتاج إلى أكثر من قرار على مستوى مجلس الوزراء، ويحتاج إلى دراسة معمقة من كل الجوانب وتحضير قوانين تطبيقية صريحة وجريئة وحديثة تأخذ بعين الاعتبار واقعنا المتميز والتحولات التكنولوجية والمهنية التي يشهدها القطاع في العالم، وحتى الكفاءات التي تتحدث عنها لا تكفي لوحدها، كما أن الاستعانة بخبرات أجنبية لإعداد دفتر الشروط فهو تجاهل للكفاءات المحلية ولواقعنا وخصوصياتنا.