رفع، يوم أول أمس، ولي التلميذة دنيا مومني متمدرسة بالسنة الثانية بابتدائية حي المرجة الجديدة بحي لاروكاد بمدينة تبسة شكوى قضائية ضد معلم بذات المؤسسة إثر الاعتداء الوحشي الذي تعرضت له الطفلة دنيا صاحبة الثماني سنوات والبنية الجسدية الضعيفة. وحسب والد البنت الذي قدم ل''النهار'' شهادة طبية لعطلة مرضية مدتها 8 أيام من الطبيب الشرعي المحلف لدى المحاكم، الدكتور محمد ايقر، تؤكد أن الضحية تعرضت إلى اعتداء جسدي وضرب على مستوى الوجه الجهة العلوية للخد نحو الأذن اليمنى، فإن ''علامات بارزة وضرب على مستوى الكتف أدى إلى ظهور عدة كدمات دائرية الشكل على الجهة الخلفية للكتف وخدوشاً على الذراع والساعد الأيمن''. وعند تنقل ''النهار'' إلى بيت الضحية بحي لاروكاد، وجدنا صعوبة كبيرة في محاورتها حيث أجهشت بالبكاء ورفضت الحديث مع أي كان، خاصة الرجال، ولأجل أن تكشف لنا عما جرى لها قدمنا لها الحلوى والشكلاطة وبعد فترة أجابتنا بتلعثم أن معلمها هو من ضربها على الوجه باستعمال عصا غليظة على ظهرها حيث كشف لنا والدها آثار الضرب التي مازالت ظاهرة للعيان بعد 4 أيام من الحادث، والذي أقسم بالله أنها أصبحت منذ الحادثة كئيبة وتبكي دوما وتنهض فزعا في الليل عدة مرات. وعند السؤال عن رغبتها في الذهاب للمدرسة مستقبلا، رفضت ''دنيا'' الفكرة بشدة وغاصت في بكاء طويل. وفي اتصال مع مديرية التربية لولاية تبسة، أكد مدير القطاع أن مصالحه أوفدت لجنة تحقيق إلى عين المكان للتحقيق في هذه القضية في حين قرر فيه المعلم أخذ عطلة مرضية، لتبقى هذه القضية تثير ردود أفعال ساخنة، خاصة وأن الضحية بنت عمرها ثماني سنوات والمتهم في القضية مدرس له تجربة وخبرة طويلة في القطاع وهو أب لعدة أطفال. قال إنه لم يتم وضع قانون خاص بالمدارس في هذا الإطار.. المحامي عزي مروان: قانون العقوبات يفصل بين المعلم والتلميذ والشهادة الطبية تحدد حجم الضرر أوضح الأستاذ عزي مروان، بأنه لا يوجد قانون خاص يعاقب المعلمين في حال ضربهم للتلاميذ بداخل الأقسام، وإنما تتم معاقبة المعلم أو الأستاذ طبقا لما جاء في قانون العقوبات، أي العقوبة المخصصة للضرب والجرح العمدي، على أساس الشهادة الطبية المقدمة التي تثبت العجز. وأضاف عزي، في تصريح ل'النهار'، أنه في قانون العقوبات لا توجد استثناءات للمعلم في حال ضربه للتلميذ، وإنما يعاقب طبقا للعقوبة المخصصة للضرب والجرح العمدي، باعتبار أنها تدخل في إطار الأفعال المرتكبة ضد الأشخاص. وأشار الأستاذ بأنه إذا كانت الشهادة الطبية المتحصل عليها من الطبيب المختص تؤكد أن عجز الشخص المعتدى عليه أقل من 15 يوما يعد ضربا خفيفا، وتأخذ حكما غير حكم ذاك الذي يؤكد الطبيب عجزه لأكثر من 15 يوما. أساتذة 4 مؤسسات تربوية شنّوا حركة احتجاجية امرأة تعتدي بالضرب على مدير مدرسة ابتدائية في تبسة! شن أساتذة ومديرو أربع مؤسسات تربوية للطور الأول ومتوسطة يوقرن محمد بتبسة، أول أمس، وقفة احتجاجية تضامنا مع زميل لهم تعرّض للإهانة بالسبّ والشتم ووصل الأمر إلى حد الإعتداء الجسدي من طرف سيدة يدرس ابنها بذات المؤسسة. وحسب مصادرنا، فإن الحادثة وقعت بابتدائية طريق عنابة رقم 2، حيث أقدمت سيدة باعتداء على مدير الإبتدائية جسديا داخل المؤسسة، بعد أن اعتدت عليه ضربا وهو ما دفع بمدرسي الإبتدائية على شن حركة احتجاجية، امتدت فيما بعد إلى مؤسسات تعليمية أخرى وسط تذمر واستنكار لما وصل إليه حد التسيّب والتهوّر الذي مسّ العديد من رجالات التربية والتعليم بتراب الولاية. وحسب العديد من المعلمين والأساتذة، فإن الحادث ليس الأول من نوعه، داعين كل الجهات المعنية التدخل بحزم والضرب بيد من حديد كل من سمحت له نفسه بالإعتداء على كرامة الأستاذ. وتضيف مصادرنا أن مدير التربية لولاية تبسة، تدخل شخصيا لأجل إعادة الأمور إلى نصابها وفتح تحقيق في هذه القضية، في وقت تمسّك فيه مدير المؤسسة بالمتابعة القضائية ضد السيدة المعتدية.