قصفت طائرات تابعة لحلف الناتو، قبل أيام، مخزنا للأسلحة الكيماوية في منطقة بوسط ليبيا، بعدما حاولت مجموعة من الثوار السطو عليها، لاستعمالها في ''أغراض غير معروفة''. وقالت مصادر مطلعة ل''النهار''، أن العملية التي أشرف عليها ''الناتو'' وانتهت بإحباط محاولة من طرف كتائب للثوار تضم عناصر ''جهادية''، للسطو على أسلحة كيماوية، تمت في منطقة ودان، وسط الصحراء الليبية، أين رصدت طائرات استطلاع وأقمار صناعية اقتراب تجمعات لأشخاص مسلحين من موقع كان نظام القذافي يستخدمه لتخزين أسلحة كيماوية. وحسب نفس المصادر، فإن مجموعة من عناصر الثوار المسلحين تمكنوا بالفعل من الدخول إلى موقع تخزين الأسلحة وفتح البراميل الذي تحتوي على مواد كيماوية صلبة سامة، قبل تدخل طائرات ''الناتو'' التي سارعت إلى قصف المنطقة ومن فيها. وبالرغم من التكتم الشديد من جانب المجلس الانتقالي الليبي أو حتى من جانب حلف ''الناتو'' حول قيام عناصر ''جهادية'' في قوات الثوار باقتحام مخازن الأسلحة ومحاولتهم السطو عليها، إلا أن القضية تفجرت بعد تأكيد موقع إخباري ليبي مقرب من المجلس الانتقالي نفسه، للحادثة، حيث لخص الحادثة في ''مجرد خطأ بشري'' ارتكبه الثوار، مضيفا أن ''الثوار قاموا عن طريق الخطأ بفتح مخازن الأسلحة الكيماوية''. وقال الموقع الإلكتروني الإخباري ''ايراسا''، نقلا عن مسؤول محلي في مدينة ودان، إن لجنة مختصة تابعة للأمم المتحدة عاينت موقع تخزين الأسلحة الكيماوية، أين توجد 5 أطنان من المادة الصلبة لغاز الخردل السام، ليضيف نفس المصدر أن اللجنة الأممية قامت بتأكيد وجود تسرب كيماوي بمنطقة الجفرة كلها بوسط صحراء ليبيا. وحذر نفس المسؤول من إمكان وقوع كارثة بالمنطقة، في ظل صمت المجلس الوطني الانتقالي على الموضوع وتكتمه عليه، مكتفيا بالقول إن ما جرى كان بسبب خطأ غير متعمد ارتكبه الثوار. من جهة أخرى، نشرت صحيفة ''قورينا الجديدة'' المقربة من ثوار ليبيا، أمس، وثيقة قالت إنها لتقرير سري حول محاولة لاغتيال رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل. وأوضحت الصحيفة الليبية أن عبد الجليل قام بالعفو عن مدبري محاولة الاغتيال التي أريد لها أن تكون داخل مدينة بنغازي. وعلى صعيد التطورات الميدانية، نشبت أمس اشتباكات عنيفة بين قوات الانتقالي وعناصر مسلحة موالية للقذافي بوادي التماسلة بضواحي مدينة بني وليد. كما نجحت مجموعة مسلحة أخرى من قوات القذافي في فرض الحصار على مدينة سرت، بعدما باغتت قوات الثوار التي تحاصرها من الخلف، حيث يرجح أن تكون تلك التشكيلات المسلحة قادمة من جبهة بني وليد. وفي موضوع آخر، بثت قناة الرأي التي تبث من سوريا، أمس، تصريحا لقيادي من كتائب القذافي نجا من الحصار على مدينة بني وليد، قال فيه إن قوات ''الناتو'' قصفت المدينة بأسلحة محرمة دوليا، مضيفا أن قصف المدينة بقنابل الفوسفور الأبيض تم قبيل ساعات من إعلان سيطرة قوات الثوار على بني وليد، بعدما فشلت كل محاولات التوغل داخلها بالطرق التقليدية وعن طريق المعارك البرية والقصف الجوي بالقنابل العادية عبر الجو.