دعا ''أبو يحيى الليبي'' القيادي في تنظيم القاعدة، الجزائريين إلى أن يحذوا حذو المصريين والتوانسة والليبيين في القيام بفوضى أسماها ثورة على الأنظمة. وحاول ''الليبي'' استمالة تعاطف الجزائريين وتحريضهم على الإرهاب والفوضى بالمقارنة بين مجاهدي الثورة الجزائرية خلال فترة الاستعمار وبين ثوار ليبيا ومن هم على شاكلتهم المستنجدون بالغرب والداعين لتدخله في الشؤون الداخلية للدول. وردد ''ابو يحيى الليبي'' في شريط فيديو حديث الصدور، هو الأول من نوعه، كونه تحدث فيه لمدة أكثر من 28 دقيقة عن الجزائر فقط، أشعار قصائد للداعية الشيخ عبد الحميد ابن باديس، في محاولة منه لكسب تعاطف الجزائريين مع الإرهاب، ولجرهم نحو إشاعة الفوضى في البلاد. وبدا من خلال الشريط، أن قادة تنظيم القاعدة، بعدما تأكدوا من كره الجزائريين للاستعمار الغربي بكل أشكاله، ولفرنسا بشكل خاص، يحاولون استغلال هذه الورقة للعب على وتر الدعوة للفوضى وإثارة الشغب في الجزائر، لاستكمال الصورة المرسومة في ليبيا وتونس ومصر. غير أن ''الليبي'' تناسى في محاولته المقارنة بين الجزائر وليبيا، أن الثوار الليبيين جلبوا لبلادهم تدخل حلف الناتو وتواجده على أرضها وفي أجوائها، فيما يرفض الجزائريون كل أشكال التدخل الأجنبي في البلاد، خصوصا إذا كان من فرنسا وحلف ''الناتو'' الذي ساهم السلاح والعتاد لقمع الثورة الجزائرية ودعم الاستعمار الفرنسي خلال فترة الثورة. وهذه هي المرة الثانية في ظرف أقل من أسبوع التي يقوم فيها قادة تنظيم القاعدة بتحريض الجزائريين على الفوضى والالتحاق بالإرهاب، فيما بدا على أنه اعتراف ضمني بإفلاس آلة الدعاية لدى تنظيم درودكال، في جلب واستقطاب المزيد من المغرر بهم، وأيضا بفشل كل محاولات تحويل الجزائر إلى أطلال وجبهات اقتتال داخلي، حيث سبق أن دعا أيمن الظواهري قبل أيام الجزائريين إلى أن يحذو حذو المصريين والتوانسة والليبيين، محاولا في نفس الوقت جر الشعب الجزائري للاقتتال عبر ''معايرته'' بجيرانه في الدول الثلاث.