كشف عالم الفلك، لوط بوناطيرو، اليوم الجمعة، بأن ولاية ميلة مصنفة كمنطقة زلزالية وسد "بني هارون" هو أحد أسباب الهزّات الأرضية التي تشهدها الولاية منذ جوان الفارط. وصرّح بوناطيرو ل"النهار أونلاين" بأن الهزّات الأرضية التي تعرفها ولاية ميلة منذ جوان الفارط أسبابها متعددة نظرا لتضاريس المنطقة الجغرافية المصنفة أصلا كمنطقة زلزالية. مضيفا بأنه يجب معرفة بأن الزلازل مرتبطة بالمكان والزمان، فزمنيا عرفت الأرض فترة طويلة من حالة السبات الفيزيائي وحتى البراكين نقصت عامة في العالم. مشيرا إلى أن كوكب "الأرض" هو كوكب حي خلافا لباقي الكواكب التي ليس لديها أي نشاط جيوفيزيائي، لهذا تشهد فترات السبات والنشاط، غير أننا مررنا بفترة طويلة من حالة سبات نشاط الأرض ولم نشهد زلازل كارثية. ومن ناحية المكان، أكد بوناطيرو بأن ميلة مصنفة من المناطق الزلزالية في الجزائر، وما يزيد من احتمال وقوع هزّات أرضية، هو سد "بني هارون" الذي يعدّ من أكبر السدود في إفريقيا. موضحا بأن سد "بني هارون" يحوي كتلة مياه كبيرة جدا تؤثر على القشرة الأرضية، حيث أن هذه الظاهرة معروفة عالميا وتسمى "ميكانيك السدود"، فكل سدٍّ يولّد نشاطا محليا خاصا به، داخله وحوله. وقال بوناطيرو إن وقوع الهزّات الأرضية في ميلة ناتجة باحتمال كبير عن سد "بني هارون"، خاصة ونحن في فصل الصيف، أين تعيد طبقات الصخور تركيب نفسها وكلها عوامل تدل على وجود نشاط زلزالي. مشيرا إلى أن الهزّات الأرضية تضرب باستمرار يوميا، غير أننا لا نشعر إلا بالقوية منها، لذا وجب إجراء دراسة استكشافية للفصل إن كان السد هو سبب وقوع زلزال ميلة أو تصدع الطبقات الأرضية وإعادة تكوينها. وبخصوص وقوع زلازل في ولايات تحدّ ولاية ميلة، مثل قسنطينة، سطيف، باتنة وسكيكدة، قال بوناطيرو إن النشاط الزلزالي كله مرتبط ببعضه، خاصة النشاط المحلي، والطبقات الصخرية مرتبطة ببعضها من الجبال إلى البحار. وأشار بوناطيرو إلى أن هناك سببا ثالثا لوقوع الهزّات المتكررة في ميلة، وهو احتوائها على عدد كبير من المنابع المائية، لأن من بين أنواع الزلازل نجد "الزلازل الجوفية". وفي هذا الإطار، أكد المتحدث بأن الزلازل أنواع، منها البركانية والجوفية والتكتونية وغيرها حسب تضاريس المنطقة الجغرافية.