''لا يوجد لي حل سوى الانتحار'' هي العبارات التي أصر رب العائلة ''لعراسي صالح'' البالغ من العمر 56 سنة على ترديدها على مسامع الجميع حتى يظهر حجم المعاناة التي يعيشها رفقة أسرته، والظروف القاهرة التي جعلت حتى أصغر بناته ''سارة'' التي لا تتجاوز السنة من عمرها تبيت في العراء في البرد ليلا. وقد تنقلت ''النهار'' أمس، إلى المكان الذي اختاره الوالد للمكوث فيه والمتواجد على مستوى ساحة بلدية تسالة المرجة، وقد عبّر لنا بكلمات متقطعة تتخللها دموع جعلت الجميع يتأثر، بأنه يئس من الوضع الراهن والذي شرد أسرته لدرجة أنه عرض بيع كليته مقابل الحصول على سكن اجتماعي يأوي أفراد أسرته المتكونة من 6 أبناء وزوجة، بعد عجز الأب عن تسديد مستحقات الكراء باعتباره متقاعد ومعاشه لا يكفي، وقد صرحت زوجة لعراسي على أنهم دقوا جميع الأبواب إلا ن الرد كان دوما سلبيا ليتخذوا على إثرها رصيف مقر البلدية ملجأ لهم دون أن تحرك السلطات المعنية ساكنا.. وقد أكد ''لعراسي صالح'' على أنه لا يتحمل رؤية أسرته قد اتخذت الشارع مأوى لها، رغم المجهودات التي بذلها من أجل الحصول على سكن عدل منذ أكثر من 01 سنوات من إيداعه الملف الخاص بالاستفادة، ناهيك عن طلبات سكن بالإيجار والسكن التساهمي، إلا أنه وإلى حد الساعة لم يتلق أية إجابة، كما عبّر الأب عن تحسره حيال الوضع المزري وأنه لن يتراجع عن قرار منح كليته مقابل مأوى يلم شمل أفراد أسرته المتكونة من بنات، موجها نداء إلى السلطات المعنية رغم الطلبات الكثيرة التي كان كل مرة يبعث بها إلى والي ولاية الجزائر ورئاسة الجمهورية للنظر في ظرفه الاجتماعي الذي اعتبره طارئا وخطيرا لما يترتب عنه من جعله عرضة للاعتداءات والسرقة، إضافة إلى تخوفه الشديد من أن لا تتمكن بناته خصوصا سارة ونور تحمل البرد القارص، أين وعلى هذا الأساس فإنه يعرض إحدى كليته للبيع من أجل توفير مسكن يأوي أسرته من بعده، ويمكنه من تسديد مستحقات الديون المتأخرة في تأجير السكن. حتى يجنبه الضياع والتشرد. وفي سياق ذي صلة، أوضح رب العائلة بأنه قد قصد البلدية التي بدورها أقفلت أبوابها في وجهه على أساس أن عملية التكفل بحالته ليست من صلاحيات البلدية، ليجد نفسه بين مكاتب الإدارات يتخبط في مشاكل لا آخر لها، في الوقت الذي تبقى أسرته عرضة للشارع مما يزيد من إصرار الأب على بيع أعضائه وكليته أو الانتحار. ومن جهتنا، حاولنا مقابلة رئيس البلدية أو حتى نائبة، إلا أنه تم إخطارنا بعدم وجودهما في مواقعهما ومن غير الممكن معرفة أوقات دوامهما.