ابن مدينة سكيكدة يرقد في العناية المركّزة بغرفة الإنعاش منذ 4 أيام وزارة الخارجية تستدعي أشقاء الطبيب مروان بورقعة أكدت مصادر طبية عليمة ل"النهار"، بأن الطبيب الجرّاح الجزائري، ابن مدينة سكيكدة، "بورقعة مروان"، البالغ من العمر 54 سنة، قد توفي "إكلينيكيا"، مساء الأحد، في غرفة الإنعاش بمستشفى "الرياض" بالسعودية، بعدما مكث في العناية المركّزة لمدة أربعة أيام، وهذا بعد تعرضه إلى اعتداء مسلح أثناء تأدية مهامه في المستشفى من طرف رعية سعودي. ونقلت ذات المصادر التي أوردت الخبر ل"النهار"، بأن الطبيب الضحية، كان قد تقدم منه الشخص المشتبه فيه من أجل الاستفسار وطلب معلومات ووثائق تخص تشخيص مرض أحد أقاربه، وهو ما رفضه الطبيب الضحية، الذي نصحه بالتوجه إلى إدارة المستشفى، ومن دون سابق إنذار، قام المشتبه فيه بإشهار سلاحه الناري ووجه طلقات نارية أصابته على مستوى الصدر والبطن، وسط هول وذعر الطاقم الطبي العامل في المستشفى. وقد راسلت عائلة الطبيب الضحية القاطنة في سكيكدة السلطات العليا في البلاد، من رئاسة الجمهورية والوزير الأوّل ووزير الخارجية، قصد التدخل وفتح تحقيق في ملابسات ودوافع الحادثة. يذكر أن الطبيب الضحية بورقعة مروان، من خيرة الأطباء الجراحين في ولاية سكيكدة، شغل منصب عميد الأطباء الجراحين في مستشفى "عبد الرزاق بوحارة" بسكيكدة، قبل أن يتوجه للعمل في السعودية منذ ثلاث سنوات. هذه الفاجعة الأليمة ولّدت حالتي فزع وهلع شديدين في أوساط عائلة الطبيب الضحية القاطنة في الحي العريق "بشير بوقادوم" المعروف ب"الفوبور"، أين تجمّع الجيران والأقارب عشية سماع خبر وفاته، وهم يكادوا لا يصدقون الخبر الذي نزل عليهم كالصاعقة الجيران وزملاؤه الأطباء:"مروان كان طبيب الزوالية والفقراء" وفي مشهد يبكي كل صغير وكبير من الجيران وأهالي الطبيب الضحية الذين تحدثوا عن خصال الطبيب الذي وصفوه بطبيب "الزوالية والفقراء" منذ أن التحق بمهنته كطبيب جرّاح، مثل ما كشف عنه أحد زملائه الأطباء الذي عمل معه لسنوات:"مروان فعلا خسرناه وخسرت الجزائر قامة من الأطباء الجراحين المشهود لهم بالكفاءة العالية، فهو يحب مهنته كثيرا وقد كنا ننتظر عودته للاستفادة من خبرته، لكن شاءت الأقدار أن يفارقنا بفاجعة أليمة جدا". أهل الضحية:"زوجته وولداه لوحدهم في السعودية وعلى وزارة الخارجية التدخل" بعد أدائنا لواجب العزاء، تحدث إلينا أحد أقارب الطبيب الضحية، قائلا إن مروان مات وترك زوجة وطفلين – بنت وولد – في السعودية لوحدهم، كونه فضّل مرافقة عائلته له في تجربته المهنية، وعن سؤال حول ما إذا كان على علم بأسباب ودوافع الحادثة، اكتفى بالقول إن لا أحد تمكن من إفادته، سوى بعض المعلومات حول رفضه تحرير "بروتوكول" علاج طبي بين مواطن سعودي كان في خلاف مع زوجته في المحاكم، مؤكدا بأن السفارة الجزائرية في السعودية، اتصلت بزوجة الطبيب الضحية وأخبروها بالواقعة ووعدوها بالتكفل بجميع الإجراءات لنقله إلى الجزائر ودفنه بين أهله، كما تم استدعاء إخوته من طرف وزارة الخارجية بعد تدخل وزارة الصحة في الجزائر.