تقف على حافة طريق باب الزوار، تصطاد ضحيتها من الرجال من النظرة الأولى، تستدرجه إلى مكان منعزل لممارسة الجنس، غير أن التسلسل الطبيعي للوقائع يتوقف، إذ فجأة ينقض على المغامر شخصان مجهولا الهوية تدعي أنها لا تعرفهما، مشهد درامي يتكرر في كل مرة وطريقة شيطانية تستعملها كريمة لاصطياد ضحاياها باعتبارها مسبوقة في مثل هذه الانحرافات، وخاصة مراودة الجنس الآخر. أدانت محكمة الحراش، أول أمس، المتهمة"ط.كريمة" المحترفة لفن الإغواء بعام حبسا نافذا لارتكابها جنحة الإغراء بممارسة الجنس. فيما برأتها من تهمة المشاركة في السرقة، وهذا بعد إثبات استدراجها عن طريق إغواء للضحية الذي تعرض إلى السرقة، في وقت سبق للمتهمة أن مثلت أمام المحكمة لنفس التهمة وقضت بعقوبة عام حبسا نافذا. المتهمة عمدت إلى استعمال نفس الطريقة المنتهجة في الإيقاع بضحاياها في القضية الأولى، حيث استدرجت منذ 03 أشهر مضت الضحية، خ. محمد، بعد أن أغوته حين التقته بمحطة النقل بالسكك الحديدية بباب الزوار، وقد اعترفت بذلك أمام المحكمة، وأكدت أن هذا هو عملها تلجأ إليه تحت ظروف خاصة، معلقة على ذلك بقولها "الله غالب". وادعت المتهمة أن الضحية وقف في تلك الحادثة ليسألها عن صديقة لها فدلته على مكانها، ونفت علاقتها بالسرقة التي تعرض لها الضحية أثناء توقفه للبحث عن منزل صديقتها وهو ما لم تهضمه قاضية الجلسة. دفاع المتهمة ركز على انعدام أركان تهمة المشاركة في السرقة لانعدام أطرافها في ملف القضية، معتبرا أن نسب التهمة إليها جاء بناء على قضيتها الأولى، كما أشار إلى تناقضات تصريحات الضحية في محضر الضبطية حول قيمة المبلغ المسروق، حيث صرح في البداية أنه بلغ 26 مليون سنتيم، ثم ذكر أنه 24 مليون، ليصرح أخيرا أنه مبلغ 6 ملايين سنتيم، مؤكدا أن المتهمة هي الأخرى وقعت ضحية عملية السرقة بعد أن سرق منها هاتفها النقال، وعليه فقد التمس لها البراءة. أما عن تهمة المراوغة فقد التمس ظروف التخفيف، خاصة مع اعتراف المتهمة بالجريمة. وبناء على تقديرها للوقائع والإفادات الواردة في الجلسة، قررت المحكمة إدانة المتهمة بعام حبسا نافذا و20 ألف دينار في الشق المتعلق بالمراودة. بينما برأتها من تهمة المشاركة في السرقة.