كشف المدير التنفيذي لمكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة يوري فيدوتوف بان الأممالمتحدة ستتحمل مسؤولية كبيرة بعد رحيل القوات الأجنبية من أفغانستان ولا سيما منع تحول أفغانستان إلى بلد مخدرات، وقال فيدوتوف في تصريحات لصحيفة نمساوية نقلته وكالة الصحافة النمساوية اليوم أن الأممالمتحدة تعكف على تطوير برنامج إقليمي لأفغانستان والدول المحيطة بها ولا سيما إيران لمكافحة المخدرات بشكل خاص بعد أن ارتفع إنتاج أفغانستان من الأفيون خلال العامين الماضيين بنسبة 61 في المائة ووصل إلى 5800 طن، وكشف أن إيران تعاني من تهريب المخدرات الأفغانية إلى أراضيها وبحدود 115 طنا سنويا،وأشار إلى أن الأفيون بات جزءا هاما من الاقتصاد الأفغاني حيث يدر مبالغ ضخمة “تساهم في تمويل التمرد والفساد”،يذكر أن احدث استطلاع للرأي حول أفغانستان أفاد بان 60 في المائة من مزارعي الخشخاش والأفيون مصممون على الاستمرار في إنتاج هذه المواد المخدرة نظرا للأرباح المرتفعة التي تحققها لهم، ونتيجة لهذا التوجه للمزارعين الأفغان فقد انخفضت أسعار القمح في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار الأفيون وأصبحت تفوق أسعار القمح ب11 ضعفا وهو اكبر فارق بين المادتين منذ سنة 2003 ذلك أن سنة 2011 شهدت رقما قياسيا في إنتاج الأفيون فاق كل التوقعات مع الإشارة إلى أن 90 في المائة من الأفيون في العالم مصدره أفغانستان،وتبلغ مساحة المزارع المنتجة للأفيون في أفغانستان 131 ألف هكتار في 2011 أي 7 أضعاف أي أكثر من سنة 2010 كما ارتفعت الكميات المنتجة من الأفيون في السنة المذكورة بنسبة 61 في المائة إذ قفزت من 3600 طن في 2010 إلى 5800 طن في 2011 ، وقال “لا يمكن الوقوف متفرجين” أمام هذا التطور الخطير في إنتاج وتوزيع الأفيون مضيفا انه في الوقت الذي نشيد فيه الدور الطليعي الذي تقوم به الحكومة الأفغانية والتزامها تجاه هذه القضية إلا أننا نوجه نداء إلى حلفائنا في المنطقة وفي العالم لبذل مزيد من الجهود الضرورية لتغيير هذا المنحى الخطير الذي يؤكد ارتفاع إنتاج الأفيون،وذكر أن المكتب وضع برنامجا طموحا موجها إلى أفغانستان والبلدان المجاورة لها لمكافحة المخدرات ولدعم المزارعين ليغيروا زراعة الخشخاش والأفيون بمواد بديلة تؤمن لهم سبل العيش، وأعلن أن فيينا ستشهد في 16 فيفري الجاري اجتماعا على المستوى الوزاري ل50 دولة وقعت على معاهدة باريس لمكافحة المخدرات للبحث في تنسيق الإجراءات الكفيلة بمواجهة الاتجار بالمخدرات القادمة من أفغانستان. الجزائر-النهار اولاين