لازالت العائلات القسنطينية تتمسك بعاداتها المتجذرة في الأعراس والمناسبات العائلية، بحيث تحضر أنواع من الحلويات التي تدخل فيها شتى أنواع المكسرات كالجوز واللوز والفستق والبندق بالإضافة إلى الأطباق الحلوة التي تزين موائد العشاء على غرار شباح السفرة واللحم الحلو وعلى الرغم من الرونق الخاص الذي تضفيه تلك العادات على الأفراح، إلا أن هناك جانب أهم يتعلق بحفظ صحة الأفراد بحيث تتزايد نسبة السكر في معظم تلك الأطباق مما يؤثر سلبا على صحة المدعويين لاسيما المصابين بأمراض مزمنة. يغزو يوميات المواطنين ويغير عاداتهم الغذائية ويعزز الإصابة بداء السكري لكن لا يبدو أن هذه المعطيات تؤثر على التواجد الكبير للسكر في الأفراح والمناسبات على اعتبار أنه يشكل في واقع الأمر أكبر عدو للمستهلكين. رغم خطورته على الصحة العمومية يظل الواقع يقول بأن السكر يظل واحدا من المكونات الأكثر تفضيلا من طرف المستهلكين كونه يدخل في تكوين عديد المنتجات الغذائية من خلال احتوائه في بعض الأحيان على مكونات بكميات أعلى من المعايير الدولية. لكن حتى وإن دق مختلف الفاعلين في قطاع الصحة العمومية ناقوس الخطر من أجل التقليل من استهلاك السكر لا يزال عدد كبير من الجزائريين يرضخون يوميا لتأثير المشروبات الغازية والحلويات وباقي الأطباق التقليدية المتأصلة في بعض المناسبات، لاسيما خلال فصل الصيف الذي تتزامن معه حفلات الزفاف مع جميع الانعكاسات السلبية على الصحة التي يمكنها أن تنجم عنها. وتستدعي العادة بأن تكون لائحة طعام الأفراح على الغالب غنية بالأغذية والأطباق التي تحتوي على سعرات عالية وعلى كميات كبيرة من السكر على غرار " شباح" الصفرة (أكلة محلاة محضرة أساسا من اللوز) والرفيس (دقيق مدقوق محضر على البخار ويسقى بالزبدة والعسل) أو حتى المشلوش (شرائط من العجائن مقطعة و مسقية بالعسل والزبدة ومرشوشة بالجوز). وفيما يتعلق بالحلويات التي ترافق القهوة لم تخالف السيدة سامية القاعدة وذلك من خلال تحضيرها -كما ما قالت- للمقروط والبقلاوة وطمينة اللوز وحلويات أخرى محضرة أساسا من الفواكه الجافة والعسل والجوز وذلك حتى تظل وفية لعادات المنطقة. معاد. ح