بهدف الاستمرار في العمل الثقافي والإبداع في هذا الظرف الاستثنائي، سطّرت وزارة الثقافة برنامجا وطنيا يُعنى بتعزيز تواجد النشاط الثقافي عن بعد باستعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، «كوسيلة للتكيّف مع الظروف الرّاهنة والعمل على استمرارية العمل الثقافي وتحدّي الصّعاب” وهذا تحت شعار “لا يجب للثقافة أن تتوقف”. وهذا حتى لا نشعر بالإحباط وموت المبادرات، في ظل إنتشار فيروس كورونا كوفيد 19، الذي تسبّب في تعليق النشاطات الثقافية، بل وأثّر في الحياة العامة للمواطنين. قامت عديد الهيئات الثقافية، بتنظيم مسابقات ونشاطات ترفيهية تفاعلية، وعروض مسرحية ومعارض افتراضية، لتحدي هذا الوباء، على غرار قطاع الثقافة بولاية سوق أهراس الذي بادر ببرمجة أنشطة فنية متنوعة، تمثلت في عروض مسرحية افتراضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وذلك للتكيف مع إجراءات الحجر الصحي للوقاية من جائحة فيروس كورونا المستجد، حسب ما صرح مدير الثقافة بالولاية الطاهر عريس، الذي أوضح بأن مصالحه قد أعدت في هذا الإطار برنامجا فنيا افتراضيا متنوعا عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وأشار إلى أن الأمر يتعلق بشبكات التواصل لكل من المسرح الجهوي لسوق أهراس ودار الثقافة “الطاهر وطار” ومديرية الثقافة، حيث تم في هذا السياق الشروع منذ الأيام الأولى من رمضان، في تجسيد برنامج ثقافي وفني متنوع افتراضي تحت شعار “معارج الأرواح ومقامات الأفراح في رحاب رمضان”، يتضمن عروضا فنية وموسيقية ومسرحية للكبار وأخرى للصغار، بالإضافة إلى عروض سينمائية على منصات التواصل الاجتماعي كذلك. وتضاف إلى ذلك عروض موجهة لفئة الأطفال في شكل مسابقات، كما يتضمن الطبق الفني لهذا البرنامج سهرات افتراضية في الإنشاد وأخرى في موسيقى المألوف والشعبي والحوزي والأندلسي وعرض مسرحيات للكبار والصغار بالإضافة إلى تنظيم مسابقات افتراضية تتماشى والظرف الاستثنائي الصحي الذي تمر به البلاد. كما سيتم “عما قريب” حسب ذات المتحدث تنظيم معرض افتراضي للصورة الفوتوغرافية والفنون التشكيلية، وسينظم بمناسبة إحياء ليلة القدر حفل رمزي لتكريم الفائزين في مختلف المسابقات المنظمة. ومن المشاركين في هذا البرنامج نجد المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية ومُلحقاتها، التي تنظم نشاطات ثقافية “من أجل ضمان الحق في الثقافة من جهة، واستمرارية خدمات المكتبة في كلّ الظروف من خلال مُرافقة رواد المكتبة عن بعد”، وحث الأطفال والشباب على استغلال مثل هذه الظروف في مطالعة الكتب النافعة، وإملاء الفراغ بكل ما هو مفيد. كما وجهت نصائح توجيهية للتلاميذ المقبلين على شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط، خاصة بعد تحديد الدولة، فترات إجراء الامتحان خلال شهر سبتمبر، بضرورة التركيز الجيد في المراجعة، والأحسن وضع خطة للمراجعة، حتى لا تكون عشوائية، وهذه الفترة التي تصل إلى أزيد من 5 أشهر بعد التوقف عن الدراسة بسبب الجائحة، تعتبر فرصة كبيرة للحصول على معدلات نجاح جيدة.