مما لا شك فيه أن ما يشهده العالم العربي والإسلامي من تطورات وأحداث جسام تدعو للحسرة والأسف في أغلبها ،ذلك انه نادرا ما تجد بلدا عربيا أو إسلاميا لم يحصل فيه ما يجعل قوى الشر العالمية المتكئة على هيئة الأممالمتحدة تقرر التدخل في شؤونه الداخلية باسم الشرعية الدولية وحتى بدونها ،من في مقدوره محاسبة القوى الكبرى إذا خرجت عن القانون الدولي ..؟ فهذا الصومال قد أصبح نسيا منسيا، وهذا السودان قد قسم ،وهذه ليبيا على حافة الانهيار والانقسام بعد غياب امعمر القذافي ،ناهيك عن ما يجري في سوريا من تقاتل خرج عن كل القيم والأعراف وقد يؤدي إلى تهجير كل السكان وتخريب البلد عن آخره ،وما يجري في اليمن على أيدي التحالف العربي والحوثيين يغني عن كل تعليق!.. إن كل بناء أوتخريب أو تطاحن على الكراسي ، يرجع في حقيقته إلى التربية والتعليم الذي تلقاه أفراد مجتمعاتنا بداية ،فهي الأساس الذي تبنى عليه قواعد الحكم والتداول على السلطة وهي الاسمنت الذي يربط بين أفرادها ويحترم من خلاله كل طرف الطرف الآخر..؟ في كل البلدان وفي مقدمتهم بلادنا الجزائر تولي القيادة السياسية للمنظومة التربوية بشكل عام ومنذ التحضيري والأساسي إلى غاية نهاية الدراسات العليا ، العناية الكبرى حيث وفرت المناهج والكوادر والهياكل الأساسية ،ودعمت ذلك بما يساوي ربع ميزانية الدولة ذهب جلها في تسديد الأجور،والهدف من كل ذلك هو تخريج أفراد مجتمع متنورين ومتعلمين على أحسن مستوى ،لكن تبقى الإشكالية المطروحة تكمن في الفرد نفسه الذي يجب أن يعنى به عناية خاصة.. ! إن تفهم الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ومن ورائه الحراك ،ووقوفه صفا واحد من خلال المسيرات الشعبية واللافتات المرفوعة ،ضد ما يسمى محاولة التدخل المكشوفة للبرلماني الأوروبي لدليل على أن الشعب الجزائري رغم التسييس هو موحدا أصلا وطنيا،ويظهر ذلك بصورة جلية حين المحن..؟!