شق الطرقات وتزفيت الشوارع القديمة ؛ وإغلاقها مؤقتا لإجراء ما يلزمها من إصلاحات وبنية تحتية وتحويل المسار عنها إلى طرق أخرى بديلة ، وإنشاء الطرق الحديثة بمخططات سليمة وسديدة من الأمور الطبيعية التي لا خلاف عليها لأنها في الأساس من عوامل النهضة والتطور في الوطن ، لكن نقطة الخلاف في هذا الموضوع تكمن في تكرار حفر وردم نفس الشارع عدة مرات وبعد فترات لتعود التحويلات من جديد تعلن بدء سباق المتاهة وبحث الناس عن مواقع الأماكن التي يريدون قصدها، فيتأخرون عن أشغالهم وتتعطل مصالحهم وبالتالي تتعطل الكل..؟ والأسوأ من ذلك عندما تتسبب تلك الحفريات والإصلاحات في حوادث تروح ضحيتها أرواح وتهدر أموال ، فكم من شوارع رصفت ، وجسور شيدت ما لبثت فترة إلا وهدمت وأعيد إنشاؤها من جديد ، يحدث ذا خاصة في المدن الداخلية ،فلماذا ؟ وأين التخطيط السليم والرسم الصحيح للأهداف ؟ لم العجز في تطبيق الخطط المدروسة ؟ لم لا نستفيد من الدول التي تملك أجود النظم وأفضل التصاميم كألمانيا مثلا ؟ لم لا نأتي بما لديها من تكنولوجيا ونطبقها ؟ لم لا نسارع بوضع استراتيجيه لها مواصفات عالية وبالشروط المرورية والقانونية ؟ كل هذا يجعل الكثير من المواطنين يتساءلون في حصرة لم إهدار هذه الأموال الطائلة زيادة على عدم الإتقان في العمل ،حيث أن طرقاتنا المنجزة خاصة من طرف اليد العاملة المحلية وبخبرة وطنية تكاد لا تسمى طرقا لأنها بصراحة لا يمكن أن تعمر أكثر من سنة واحدة حتى تظهر عيوبها الخفية زيادة على الظاهرة أصلا ،وكأن هؤلاء الناس ممن يسمون مقاولون قد وضعوا أنفسهم تحت تصرف شياطين الإنس الذين يسعون إلى تخريب الوطن ماديا ومعنويا ،ولا يرتاحون إلا إذا رأوا مايسرهم من العبث بمقدرات الشعب ،الذي عانى كثيرا إبان الثورة ويتمنى أن يرى الجزائر في مقدمة أوطان الشعوب الأخرى التي بنت بإخلاص بلدانها..؟ !