هذه المرة كان كل شيء مختلفا وبحق ذكرنا بأمجادنا وبنضالات أسلافنا من الشهداء والمجاهدين الذين ضحوا بأنفس ما عندهم ،وقد كانت أرواحهم ودمائهم الزكية هي مقدموه من أجل عزة هذا الوطن وكرامته وحريته ،فنالوا بذلك الشهادة والخلود والعزة ،وكذلك من تركوا وراءهم من الإخوان والخلان والرفقاء..؟ الخطاب السياسي وإن ابتعد قليلا عما كان عليه إبان الاستقلال ،لكن أهدافه لم تخرجه عن مساره في رسم رؤية الإصلاح السياسي والخطوات العملية لتحقيقه ، وبالتأكيد لا نريد من الخطاب السياسي أن يمارس لغة الغزل السياسي أو القطط المدللة تحب من يمسح على ظهرها فتستكين فيتحول إلى خطاب مسخ لا يعبر عن هموم المواطنين ورغبتهم الوطنية الصادقة في التحرر من اللغة الخشب ، كما لا نريد للخطاب السياسي ان يمارس النفاق السياسي ويكون هدفه الوصول إلى غاياته وطموحه السياسي عن طريق دغدغة مشاعر الجماهير وإثارة شجونها.. ! الخطاب السياسي الذي يسعى للبناء والتعمير السياسي لا يلجأ إلى لغة بخس ما قامت به السلطة طوال خمسين سنة من الانجازات وإن كانت هنناك أخطاء وتجاوزات ،ولكن لا بد من الاعتراف بالجميل وما تحقق ، كما أن قبول الخطاب المشكك أمر غير مقبول ويجعلنا نشك في كل شيء ولا نعترف للآخر بما قام به سواء أحسن أو أساء ،وهذه بلية قد تصيب الطبقة السياسية ،وقد تترسخ وتصبح عادة غير حميدة ..؟ قد نحتاج في إحدى مراحل الإصلاح السياسي إلى الخطاب السياسي الذي تثور منه رائحة البارود لتعبئة الجماهير لمحاربة الفساد وشحن معنوياتها للوقوف خلف من يمثلها لمواجهته.. ولكن لكل مقام مقال ونحتاج اليوم إلى عقلنة الخطاب السياسي لصياغة أهدافه وبرامجه الاصطلاحية برؤية مستقبلية وعرضها على الجماهير للالتفاف حولها وحمل رايتها.. ! وقد سرني ما رأيت وسمعت بمناسبة الاحتفالات الكبرى التي أقيمت احتفلا بخمسينية استرجاع السيادة الوطنية ،بعد أن حرمنا من هذه الأفراح والليالي الملاح لسنوات خلت،فتحية إجلال وإكبار للقيادة السياسية للبلاد وللشعب الجزائر وكل عام والجميع بخير..؟ !