تمكنت الفرق الطبية الناشطة ضمن فعاليات الأيام المفتوحة للترقية الصحية بمناطق الظل في مرحلتها الأولى من الطبعة الثالثة بقسنطينة من انقاذ حياة بعض المرضى وتوجيه والتكفل بآخرين من الفقراء ناهيك عن اكتشاف حالات لأمراض خطيرة وعقلية وغيرها. وفي إطار استكمال البرنامج السنوي الرامي الى تحقيق التغطية الصحية الشاملة بالنسبة لسكان المناطق المعزولة من خلال ضمان تقديم خدمات صحية نوعية، نظمت مديرية الصحة والسكان لولاية قسنطينة وعلى مدار 10 أيام، بداية من تاريخ 19 فيفري والى غاية 3 مارس، فعاليات المرحلة الأولى من الطبعة الثالثة الخاصة بالأيام المفتوحة للترقية الصحية بمناطق الظل الموسومة بشعار: "خدمتكم واجبنا وصحتكم مسؤوليتنا". أسفرت العملية في طبعتها الثالثة من مرحلتها الأولى عن ضمان 2751 فحص طبي عام ومتخصص على مستوى 65 منطقة ظل من مختلف ربوع الولاية بفضل العمل التنسيقي بين المؤسسات العمومية الصحية والإستشفائية، والتي لاقت استحسانا واسعا بالنسبة لسكان المناطق النائية ملتمسين تنظيمها بصفة دورية، كما أن مرافقة ممثل مديرية الصحة والسكان للخرجات الميدانية جسد دور الرقابة والمتابعة عن قرب لكل تفاصيل العملية مما أعطى أكثر نظامية وصرامة. حسب مديرية الصحة لولاية قسنطينة فقد سجلت العديد من النقاط المهمة في إطار التعليمات المسداة والمتمثلة في ضرورة التكفل الفوري والعاجل بالحالات المرضية ما تمخض عنه في هذا الإطار إجلاء سيدة طاعنة في السن تعاني من مرحلة متقدمة من التعفن جراء القدم السكري وارتفاع في ضغط الدم، تم إجلائها مباشرة نحو المركز الإستشفائي الجامعي بن باديس لتلقي التدخل العلاجي المناسب والتكفل التام إلى غاية نهاية مرحلة إستشفائها، وبمنطقة فيراندو ببلدية قسنطينة تم إجلاء سيدة نحو المركز الإستشفائي الجامعي بن باديس نظرا لمعاناتها من أزمة ربو حادة ما دفع بالأطقم الطبية وشبه الطبية إلى تحويلها مباشرة الى مصلحة الأمراض الصدرية للتكفل بها. كما قام الفريق الطبي بالتكفل بحالة مزرية لعجوز طاعنة في السن تعاني من مضاعفات صحية تطلبت نقلها مباشرة لإجراء فحوصات طبية عامة ومتخصصة طب القلب، طب العيون، طب الأنف والحنجرة) على مستوى العيادات الخاصة مع تمكينها من الرعاية والمساعدات الاجتماعية بالنظر لظروفها الصحية المزرية، فيما عمد الفريق الطبي الى ضمان تقديم علاجات بالمنزل بالإضافة إلى سحب عينات من الدم لإجراء التحاليل الطبية بالنسبة للحالات المشتبه بها في الإصابة بأمراض مستعصية، وتوجيه فئة من النساء لمتابعة وضعيتهن الصحية على مستوى مصالح الأمومة والطفولة وتمكينهن من إجراء اختبار مسح عنق الرحم بالإضافة الى التلقيح الخاص بالمرأة الحامل. وفي ذات السياق، تخللت الخرجات الميدانية معاينات نفسية وإكلينيكية من خلال توجيه 33 راشدا للفحص النفسي وتوجيه 31 طفلا للمتابعة على مستوى وحدات الكشف للمؤسسات التربوية، كما شملت القافلة الطبية تقديم مساعدات مادية وأدوية بالإضافة إلى تنظيم حملات تحسيسية حول السمنة وداء السكري خصوصا والتزامن مع شهر رمضان الفضيل، وتم تحويل حالات مرضية لمتابعتها في إطار نشاط إخراج الفحوصات الطبية المتخصصة، كما تمت برمجة العديد من الحالات المرضية الاستثنائية لإدراجها والتكفل بها من خلال برنامج العلاج بالمنزل، حيث وعلى ضوء الخرجات الميدانية سجلت الفرق الطبية عديد الحالات الخاصة بالاضطرابات السايكلوجية والعقلية على غرار حالات التوحد والتأخر في النطق بالإضافة إلى إعاقات دهنية و حركية. أكدت مديرية الصحة أن الخرجات الميدانية في مرحلتها الأولى تميزت بتنوع الخدمات الصحية المقدمة مقارنة بالمواسم السابقة بفضل تدعيم الفرق الطبية التابعة للمؤسسات العمومية للصحة الجوارية بممارسين أخصائيين من المؤسسات العمومية الاستشفائية وفقا للبرنامج المسطر من طرف مصالح مديرية الصحة، كما أن العديد من الخرجات الميدانية كانت مؤمنة من طرف مصالح الدرك الوطني والحماية المدنية.