أثارت مؤخرا الزيادات المتتالية في أسعار القهوة جدلاً واسعاً في الجزائر، حيث وصل سعر علبة 250 غراماً إلى 270 دينار جزائري، بل تجاوز ذلك في بعض العلامات التجارية. كما ارتفعت أسعار فنجان القهوة في المقاهي الشعبية إلى 50 دينار وفي بعض المناطق الراقية إلى 300 دينار. جمعية حماية المستهلك "APOCE"تساءلت عن أسباب هذه الزيادات المتكررة لهذا المشروب واسع الاستهلاك في البلاد، داعية وزارة التجارة إلى فتح ملف التحقيق حول هذه الأسعار كما فعلت مع العديد من المنتجات الأخرى. وترجع الزيادات الأخيرة في أسعار القهوة في السوق العالمية إلى ظروف مناخية غير ملائمة في بعض الدول المنتجة لنوع "روبيستا"، وهو النوع الأكثر استهلاكاً في الجزائر، خاصة في فيتنام التي تضررت محاصيلها بشدة من موجات الجفاف والحرارة القياسية التي ضربت المنطقة. كما تأثر أرقام الانتاج بتحول بعض المزارعين نحو زراعات أخرى وتعطل الملاحة البحرية في البحر الأحمر بسبب الحوثيين في اليمن. في المقابل، توفرت إمدادات وافرة من نوع "أرابيكا" لكنه أقل استهلاكاً لمرارته. رغم ارتباط الأسعار في الجزائر بتقلبات السوق العالمية، إلا أن هناك دعوات لفحص هيكل التكاليف والأرباح لدى مصانع التحميص، خاصة مع انتشار ظاهرة ارتفاع الأسعار تبعاً للزيادات العالمية دون انخفاضها مع تراجع الأسعار دولياً.