اجتاز تلاميذ الأقسام النهائية في الأطوار التعليمية الثلاث خلال الأسبوع الجاري،الامتحانات التجريبية التي تعد بمثابة محاكاة للامتحانات المصيرية التي ينتظرونها بفارغ الصبر نظرا لما تتضمنه من نتائج تحمل التوجهات المستقبلية للعديد منهم. وانطلاقا من مرحلة التعليم الابتدائي،تم تنظيم امتحان تقييم المكتسبات أيام 12, 13, و14 مايو الجاري, في ظروف جيدة وشمل 6 مواد فقط, وهو العام الثاني لهذا الامتحان بعد إحداث تعديلات شملت عدد أيام الامتحان وعدد المواد التي يمتحن فيها التلميذ. ويرى المتخصص في الشأن التربوي, كمال نواري, في تصريح له، أن "هذا الامتحان الذي أخذ طابعا محليا من خلال تنظيمه على مستوى المقاطعات التفتيشية يعطي حظوظا أوفر للتلاميذ لاستكمال مسارهم الدراسي والتقليل من نسب الرسوب في السنة أولى متوسط, معتبرا التجربة ناجحة،سيما أنه سبقها تنظيم امتحان شفهي وامتحان أدائي شمل كل المواد الأخرى". وتابع أن "هذا الامتحان مكن الأساتذة من تدريب التلاميذ على المحمول اللغوي والفكري بما فيها تدريبات جديدة تحتوي تحديات لم يعهدها المتعلم وجعلته يعتمد على التوظيف أكثر من الاسترجاع, من خلال التركيز على الوضعيات الإدماجية التي تستدعي فهم المحتوى عوض الحفظ والأسئلة المباشرة". أما بالنسبة للامتحانات التجريبية لتلاميذ السنة الرابعة متوسط والثالثة ثانوي, والتي انطلقت الأحد الماضي، فيتم تنظيمها على نفس وضعية الاختبارات النهائية, من حيث الرزنامة والشكل، حتى يتعود المترشحون على توقيت التوجه إلى مراكز الامتحان ومعرفة القاعات، وكذا أجواء المواضيع, وكلها تصب في إطار تهيئة المترشح للامتحان الرسمي. بدوره، أوضح المكلف بالإعلام بالمجلس الوطني المستقل لمديري الثانويات, يزيد بوعنان, أن "امتحان البكالوريا التجريبي له أهميته القصوى, كونه امتحان شامل يمكن التلاميذ من معرفة مستواهم ومدى استيعابهم لبرامج المنهاج في مختلف المواد التعليمية". كما يمكن أيضا الفريق التربوي وخاصة الأساتذة من الوقوف على مدى استيعاب تلاميذهم لمختلف الوضعيات والكفاءات التعليمية لمواد التمدرس. من جهة أخرى،انتقد المتحدث جنوح بعض مترشحي البكالوريا لإهمال هذه الامتحانات والاكتفاء بالتركيز على امتحان شهادة البكالوريا الرسمية، داعيا "لإعادة الاعتبار لامتحانات التقويم المستمر التي تجرى كل فصل", من أجل وضع حد ل "الانتشار الفوضوي للدروس الخصوصية"،الذي ساهم في مغادرة بعض المترشحين لمقاعد الدراسة في وقت مبكر. بدورها،ترى رئيسة الفدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ،جميلة خيار،أن السنة الدراسية 2023/ 2024 اتسمت بالهدوء،حيث جرت في ظرف حسنة،إذ لم تسجل اضطرابات في تمدرس التلاميذ،وهو ما مكن من استكمال البرنامج الدراسي وتلافي التأخر في الدروس. وأبرزت المتحدثة أن تلك الجهود انعكست على الامتحانات التجريبية التي مضت بصفة طبيعية, ناقلة عن التلاميذ تأكيد ارتياحهم للأجواء التنظيمية وفحوى المواضيع التي كانت بحسب غالبيتهم في متناول الجميع،إلى جانب حسن التنظيم والتأطير.