يشرع قطاع التربية الوطنية ابتداء من اليوم في تنظيم امتحان تقييم المكتسبات للسنة الخامسة ابتدائي، وكذا الامتحانات التجريبية للأقسام النهائية والرابعة متوسط، استعدادا لتتويج الموسم الدراسي الحالي بإجراء الامتحانات الرسمية، إذ تعد هذه المواعيد فرصة لقياس مدى الجاهزية للامتحانات الرسمية، والوقوف على النقائص وتداركها. وسيكون تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي على موعد ابتداء من اليوم وإلى غاية يوم الثلاثاء مع امتحان تقييم المكتسبات في طبعته الجديدة، بعد أن تم اعتماد مقاربة جديدة من قبل الوصاية من أجل ضمان نجاعة هذا الامتحان، مع الحفاظ على نفس الأهداف والمقاصد، من خلال تقليص عدد المواد التي يمتحن فيها التلميذ، ليقتصر الأمر على اللغة العربية والفرنسية والتاريخ والجغرافيا والرياضيات والتربية الإسلامية والأمازيغية، بعد أن كان الأمر يتعلق ب 12 مادة تعليمية. كما يشرع تلاميذ الأقسام النهائية والرابعة متوسط في اجتياز الامتحانات التجريبية التي تعتبر بدورها مرحلة لقياس مدى الجاهزية لاجتياز الامتحانات الرسمية التي لم يعد يفصل عنها سوى بضعة أيام، من خلال التفاعل مع المواضيع التي تتطابق مع مواضيع الامتحان الرسمي من حيث طريقة الصياغة والإعداد، وكذا المدة الزمنية المخصصة لكل مادة، فضلا عن الحراسة وتوزيع الطلبة على الحجرات. ويعتبر الأسبوع الجاري وفق تقدير رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق دزيري أسبوعا تقييما بامتياز، موضحا "للنصر" بأن التلاميذ المعنيين أمام موعد جد هام لتجريب قدراتهم ومكتسباتهم عن طريق امتحانات شبيهة بالامتحانات الرسمية، مما يجعل هذه الفترة فرصة للإبداع في الإجابات وإبراز القدرات والكفاءات بعد سنة كاملة من الاجتهاد والمثابرة. كما تعتبر عملية تصحيح الامتحانات التجريبية مع الأساتذة المدرسين فرصة أيضا لتصحيح الأخطاء والوقوف على الثغرات، وتحديد الجوانب الإيجابية والسلبية، لذلك يمكن وصف الامتحانات التجريبية وفق المتدخل، بأنها محطة تحضيرية للمواعيد الرسمية التي لم يعد يفصل عنها سوى بضعة أيام فقط، إذ توشك الوزارة على وضع اللمسات الأخيرة على الجوانب التحضيرية، عقب شروع الفريق المختص في صياغة المواضيع. وشدد الأستاذ دزيري في هذا المجال على أهمية المرافقة التي يضمنها الأولياء للتلاميذ المعنيين بالامتحانات التجريبية، من خلال توفير الظروف المناسبة للمراجعة والمذاكرة دون توتر أو قلق، مناشدا الآباء بأن يكونوا بمنأى عن كل ما من شأنه أن يؤثر على تركيز التلاميذ، مؤكدا بأن تضافر جهود الجميع من أساتذة وأسر وتلاميذ سيسمح بتحقيق النتائج المأمولة. وقال من جهته رئيس الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ حميد سعدي في اتصال معه، إن الامتحانات التجريبية تعد مواعيد سنوية لا تقل أهمية عن الامتحانات الرسمية، مما جعل التنظيم يخوض حملة تحسيسية مسبقة لتوعية الآباء بكيفية التعامل مع الأبناء المعنيين بالعملية، مؤكدا بدوره بأن الامتحان التجريبي لا يعدو أن يكون مناسبة لاختبار مستوى جاهزية التلميذ للامتحان الرسمي. وأوضح المصدر بالنسبة لامتحان تقييم المكتسبات للسنة الخامسة ابتدائي الذي يدوم من 12 إلى 14 ماي الجاري، بأن تنظيمه في الطبعة الجديدة سيخفف العبء على التلاميذ والأولياء، مثمنا قرار تقليص عدد أيامه والمواد المعنية بالامتحان، داعيا بدوره الآباء لمرافقة التلاميذ وعدم الضغط عليهم، سيما وأن امتحان تقييم المكتسبات ليس له أي علاقة بالانتقال إلى الطور المتوسط. كم نفى المتدخل صحة المعلومات التي راجت مؤخرا بشأن معاقبة التلاميذ المتغيبين عن امتحان تقييم المكتسبات، بحرمانهم من الانتقال إلى السنة الأولى متوسط، مؤكدا بأن الغياب بسبب المرض أو ظروف طارئة يمكن تداركه من قبل المؤسسة التعليمية، داعيا الأولياء لاستقاء المعلومة من المصدر، بدل الانسياق وراء ما يروج له خارج الأطر الرسمية من إشاعات قد تؤثر على الممتحنين. وأكد السيد حميد سعدي بالنسبة للامتحانات التجريبية للرابعة متوسط والثالثة ثانوي بأنها مرحلة تقييمية لعام كامل من الدراسة، شريطة أن يلتزم التلميذ بالحضور وبالعمل الجدي، سيما وأن بعض المترشحين لاجتياز شهادة البكالوريا يكتفون بالحضور فقط، مع ترك ورقة الإجابة فارغة، مما قد يعرضهم إلى صعوبات في حال الرسوب، لأن عملية إعادة الإدماج تعتمد أساسا على كشف النقاط.