لا يزال سكان حي "هواري بومدين"، ببلدية "بئر العاتر"، الواقعة جنوب ولاية تبسة، يعانون من سياسة التهميش والإقصاء، بسبب العزلة المفروضة عليهم، على غرار اهتراء الطرقات، أزمة الماء وانتشار النفايات، وغيرها من النقائص، التي جعلتهم يكابدون مظاهر التخلف. يعيش هؤلاء السكان ، يوميا، واقعا جد مر تحت وطأة البؤس والحرمان، متسائلين عن سر عدم التفاتة السلطات المحلية لحيهم، الذي يعد من أقدم أحياء المدينة. و هم اليوم ينتظرون حل معضلة مسالك حيهم، التي لا تزال في معظمها مجرد مسالك ترابية، بلغت درجة كبيرة من الاهتراء، فأكسبت المنطقة طابعا ريفيا، مما جعلها تشكل خطرا على قاطنيها. يحدث هذا على الرغم من النداءات العديدة، والشكاوي التي تقدم بها سكان الحي إلى السلطات المحلية، قصد رفع الغبن عنهم، وضمان حياة كريمة لهم. من جهة أخرى، أعرب قاطنو ذات الحي عن استيائهم الشديد، جراء النفايات التي باتت تنتشر هنا وهناك، صانعة بذلك ديكورا بشعا يشمئز منه زائريه حيث ساهم هذا المشكل وبشكل كبير، في تشويه المنظر الخارجي لهذه التجمع السكاني، وما زاد من تذمرهم، هو تخاذل السلطات المحلية في الاهتمام بمشاكل هذا الحي، وهو ما أرق سكانه وحوّل حياتهم إلى جحيم حقيقي. و طرح هؤلاء في سياق حديثهم، مشكل تذبذب التزود بالماء الشروب، والذي يصلهم مرة في الأسبوع، ويكاد لا يكفي حتى لملأ القوارير البلاستيكية، وهو ما بات يجبرهم على شراء صهاريج الماء، ذات سعة 3000 لتر بثمن 400 1 دينار جزائري. وأمام جملة هذه المشاكل، التي أرّقت سكان الحي، فإنهم يطالبون السلطات المحلية بالنظر إليهم بعين الرحمة و ذلك بالدراسة و الضبط الفعلي للنقائص التي يتخبطون فيها و منه و ضع الحلول المناسبة، وعدم الاكتفاء بتقديم وعود دون تجسيدها، باعتبارهم سئموا من سماعها من قبل، خاصة من أولئك الذين انتخبوهم ولم يلتفتوا إليهم، بعد فوزهم في الانتخابات المحلية.