حدّة العنف تتراجع والشرطة تعتقل العشرات مرت الموجة الخامسة لإحتجاجات السترات الصفراء بردا وسلاما على مختلف المدن الفرنسية التي كانت أمس مصرحا لها، بدليل تراجع حدة العنف، حيث أوقفت الشرطة الفرنسية، ما يربو عن 58 شخصا فقط، هذا في انتظار موجة سادسة مرهونة بمدى ترسيم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لتعهداته الأخيرة. وصل عدد المتظاهرين في باريس إلى 1000 شخص، أوقفت الشرطة 58 منهم، بعدما إنتشرت بأعداد كبيرة وصلت إلى 8000 رجل شرطة، مدعومين ب 14عربة مدرعة، كما تم الإستعانة أيضا بفرقة من الشرطة على الأحصنة، وفقا لما نقلت إذاعة “فرانس إنفو”. هذا وكان ماكرون قد أعلن، الأسبوع الماضي، رفع الحد الأدنى للأجور وخفض الضرائب على أصحاب المعاشات، مقدما تنازلات بعد أسابيع من إحتجاجات شابتها في الغالب أعمال عنف أرقته شخصيا، كما أعلن أن الحد الأدنى للأجور سيزيد 100 أورو شهريا دون تكاليف إضافية على أصحاب العمل، وستلغى الزيادة الأخيرة على ضرائب التأمين الإجتماعي لأرباب المعاشات الذين يتقاضون أقل من ألفي أورو، قرارات وفي حال عدم ترسيمها ستدفع بالسترات الصفراء إلى الخروج للمرة السادسة التي ستكون لا محالة مرفوقة بتصعيد غير مسبوق. في السياق ذاته، أعلن كريستوف كاستنير، وزير الداخلية الفرنسي، مشاركة 33500 شخص في مظاهرات السترات الصفراء في كامل البلاد. ونقلت وكالة “فرانس برس”، عن أحد المحتجين الشباب القول “في المرة السابقة، كنا هنا من أجل الضرائب .. هذه المرة للمؤسسات”، وأردف – يضيف المصدر ذاته – “نريد المزيد من الديمقراطية المباشرة، الناس في حاجة إلى الصراخ لجعل أنفسهم مسموعين”، كما ذكرت الوكالة الفرنسية ذاتها، أن حركة السترات الصفراء رفعت عشرات المطالب من الحكومة ولكن ليس لديها برنامج متفق عليه أو قادة معينين، مما يجعل مهمة التفاوض معهم صعبة، مشيرة في هذا الصدد إلى أنه حتى الآن، دعمت أغلبية واضحة من الفرنسيين الإحتجاجات، التي إندلعت في البداية حول رفع الضرائب على الوقود، قبل أن تصل إلى معارضة واسعة لخطط ماكرون المؤيدة للأعمال التجارية وكذلك أسلوب حكمه كما ذكرنا آنفا.