لم تخطئ غالبية التوقعات التي أشارت إلى أن نسبة المشاركة خلال الاستحقاق ستترفع هذه المرة بتيزي وزو رغم نداء دعاة المقاطعة. فإقبال المواطنين بهذه المنطقة بالتوجه بصفة عادية في ظروف عادية ميزها الهدوء والتنظيم المحكم على صناديق الاقتراع حيث فاق كل التوقعات وتحول الموعد الانتخابي إلى عرس انتخابي، أثبت فيه المواطن بأنه دائما في الموعد وينتظر فقط دور صناع القرار في تحسين وضعه الاجتماعي والمعيشي. وبدا واضحا منذ الساعات الأولى من فتح مكاتب الاقتراع بأن السكان الذين ترعرعوا في أيدي المعارضة سيكونون في الموعد، وقد كانوا فعلا في الموعد أمس لأن نسبة المشاركة بدأت تتصاعد مع مرور الساعات، فبعد أن كانت في حدود 9 بالمائة عند الساعة العاشر والنصف صباحا ارتفعت ووصلت إلى أكثر من 12 بالمائة عند المساء، وسرعان ما ازدادت النسبة بشكل لافت إلى 19 بالمائة، ومعنى هذا أنه قبل حوالي ساعة من غلق مكاتب الاقتراع والشروع في عملية الفرز فإن حوالي 128750 أدوا واجبهم الانتخابي، معضمها كانت لصالح حزب جبهة القوى الاشتراكية الذي بدا مرشحوه أكثر ابتهاجا، وبمجرد إجراء مقارنة بسيطة مع تشريعيات سنة 2007 فإن الأخيرة عرفت تصويتا إجماليا 120 ألف أي بنسبة 16.14 بالمائة من الهيئة الناخبة آنذاك. وانطلاقا من كل هذه المعطيات فإنه يمكن القول بأنه مهما كانت النتائج التي سيسفر عنها الصندوق، فإن سكان تيزي وزو كانوا في الموعد وقدموا درسا كبيرا في المواطنة.