تُعد منطقة عين بربر من بين أكبر التجمعات السكانية التابعة لبلدية سرايدي؛ حيث تحصي حوالي 1000 نسمة من مجموع سكان البلدية، المقدَّر بأكثر من 5000 نسمة. كما تُعتبر نموذجا فلاحيا رائدا في الزراعة الغابية، والتي تقدَّر مساحتها الإجمالية ببلدية سرايدي بحوالي 11200 هكتار، وتمثل زراعة الزيتون حوالي 10 هكتارات منها بعين بربر، كما يحترف سكانها الرعي وتربية المواشي خاصة الأبقار المحلية، التي يتخطى رقم رؤوسها بالمنطقة حوالي 120 رأس، فيما يقدَّر عدد رؤوس الماعز بحوالي 100 رأس. عين بربر التي تُعد رئة جبل إيدوغ الشامخ لاتزال تعاني في صمت وتنتظر التفاتة المسؤولين لتحسين الظروف المعيشية للسكان والتهيئة التنموية للمنطقة خاصة وما عرفته المنطقة خلال السنوات الماضية من هجرة جماعية للسكان، الذين شد أغلبهم الرحال إما إلى بلدية سرايدي مقر أو عاصمة الولاية بفعل سيطرة الجماعات الإرهابية حينها على المنطقة التي تمكنت لاحقا المصالح المشتركة للأمن من تحريرها من قبضتهم، كما حفّز نجاح مسعى المصالحة الوطنية الكثيرين على العودة، وهي السياسة التي ما فتئت السلطات المحلية تشجعها خاصة مع وفرة الموارد والثروات الطبيعية وما تزخر به من تنوع بيولوجي؛ سواء من حيث الثروة الغابية أو الحيوانية إلا أن ذلك لم يستطع أن يؤهلها إلى مصاف المناطق الأكثر استقطابا للسياح؛ لضعف التهيئة التنموية والسياحية، فالمنطقة تعاني من نقص كبير في المياه الصالحة للشرب؛ شأنها شأن جميع بلديات الولاية، حيث يتزود السكان عن طريق الآبار أو عن طريق الينابيع الطبيعية التي تزخر بها. كما يشتكي السكان من النقص الكبير في الخدمات الصحية؛ فالمنطقة لا تحتوي سوى على قاعة علاج وحيدة تنقصها الأجهزة الصحية اللازمة وغياب شبه كلي للطبيب، الذي يكون حضوره مرة في الأسبوع، ليكون دور هذه القاعة حقن الإبر، وفي كثير من الأحيان وأمام الحالات الصعبة يتنقل المواطنون إلى بلدية سرايدي التي تبعد ب30 كلم لتلقّي العلاج وإسعاف الحالات الطارئة. معاناة السكان تتواصل أمام صعوبة المنطقة باعتبارها منطقة جبلية، ورغم تحسين شبكة الطرقات المؤدية إليها إلا أن النقل يمثل معضلة أخرى بالمنطقة، حيث يسجل اختلالات كبرى تتعلق بحركة التنقل من وإلى سرايدي؛ إذ يعيش الناقلون الخواص فترات من الجمود خلال أوقات معيّنة من اليوم، ما يؤدي إلى عرقلة التنقل، ورغم هذا فإن وسيلة النقل تكاد تكون منعدمة ويبقى الرهان على وكالة تدعيم تشغيل الشباب لتزويد هذه الأخيرة بسيارات مجهَّزة وفك العزلة عن المنطقة، في حين خلق مناصب شغل لشباب عين بربر، الذين سئموا هذه الأوضاع، خاصة مع شح المنطقة للمشاريع التنموية وعدم تفعيل المشاريع الأخرى، فميناء عين بربر الذي بإمكانه امتصاص البطالة بنسبة 20 بالمائة غير مجهَّز وغير مستغَل، ليبقى يراوح مكانه، ويلتفت جل الشباب للاستصلاح الفلاحي وتربية النحل، ويأمل ذوو الاختصاص إنشاء وحدات صناعية لتحويل الخشب ومشتقاته بالمنطقة وتفعيل منجم عين بربر. مشاكل عين بربر كثيرة فالانقطاع المتكرر للكهرباء والذي يجعلها في عزلة تامة أحيانا خاصة أيام الشتاء ونقص التموين بالغاز الطبيعي إلى جانب انعدام المنشآت الرياضية، دون أن ننسى التطرق إلى مشكل السكنات، والتي تحتاج إلى كثير من الجهد لإعادة ترميمها أمام شح البرامج السكنية، كل هذه المعطيات تدل على أن منطقة عين بربر بجبال الإيدوغ قد تحالفت عليها الطبيعة والسلطات المحلية.