ناقش "توفيق ومان" الشاعر الشعبي والكاتب، إصداره الجديد الحامل عنوان "البوهالي والبازوكة"، والمنتظر تجسيد أحداثه قريبا في عمل مسرحي، ولدى حلول ومان ضيفا على فضاء صدى الأقلام مساء أول أمس، كشف المعني عن طرح نتاجه على لجنة القراءة على مستوى المسرح الوطني "محي الدين بشطارزي"، معلنا أنّه منح شارة الموافقة ليتبنى المسرحي محمد العقون إخراجه على الخشبة. تروي مسرحية "البوهالي والبازوكة"، قصة فانتازيا مجهولة المكان والزمان يمكن أن تحدث في أي بلد من العالم العربي، تمحورت قصتها حول الأحداث الراهنة وما يعرف بتبعات ثورات الربيع العربي، وكذا إشكالية السلطة وماهيتها لدى المواطن، حيث توحي شخصيات المسرحية وأحداثها للقارئ بأنها عالم ذا صلة وثيقة بالعقلية العربية، حيث تناولها بطريقة كاريكاتورية وقدمها في طابع من السخرية والكوميديا دون أن ينقص من جدية النص بحد ذاته حتى يتمكن من شد انتباه القارئ، وإحالته بعدها إلى الواقع العربي بجميع أبعاده السياسية، الثقافية والاجتماعية. ولم يخلُ النص من الانتقادات التي وجهت لكاتبه خلال مناقشته مع الحضور، حيث أعيب عليه بعده عن التحلي بالجرأة الكافية من جهة والواقعية المحضة من جهة أخرى، الأمر الذي كان واضحا في نهاية النص الذي جرّم الكاتب خلاله جميع حاشية الملك مستثنيا إياه، وكأنه يقول حسب ما لمسه معظم المطلعين على النص ، أنّ الملك رجل مثالي بريء من كل ما يعانيه الشعب سواء كان ذلك فقرا أو تهميشا أو ظلما ومعاناة... فعيبه الوحيد حسب ومان كان ثقته في حاشيته من وزراء ومقربين.. صوروا له الواقع في حلة لم تعكسه بصدق. من جهة أخرى، جاء موقف ومان في "البوهالي والبازوكة" ضبابيا غامضا إزاء كل ما طرحه من إشكاليات وتساؤلات ومواقف متعلقة بالراهن الوطني والعربي وحتى العالمي. الملاحظة التي أبداها أحد المتدخلين خلال مناقشة جمعت الكاتب بعدد من القراء والإعلاميين على مستوى فضاء "صدى الأقلام" بالمسرح الوطني ولم يتكلف فيها، ومان، عناء إعطاء جواب صريح لها، خشية من الخوض في القضايا المثارة في النص بشكل مباشر على ما يبدو - والدليل انتهاجه رمزية لا متناهية في معالجتها وكذا في الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بفحواها.